أكاذيب صهيونية ح2ج2
عبدالحميد الهمشري – دأبت الحركة الصهيونية والدوائر الغربية على ترديد عبارة أن ” فلسطين أرض بلا شعب” كذباً ، وسعوا لتفريغها قسراً من سكانها الأصليين ليوحوا للعالم صدق مقولتهم ، فشعبها العربي الفلسطيني متواجد فيها منذ فجر التاريخ ولم يبرحها ، العبارة الأولى كانت بهدف تمكين اليهود منها الذين هم وفق قولهم ” شعب بلا أرض ” والذين لم يشكل عددهم عن نصف الفلسطينيين عبر العصور .
والسؤال الذي يطرح نفسه متى كانت الديانة تشكل شعباً ؟ فالمسيحية والإسلام وأي ديانات أخرى لا يشكل أي منهما قومية بل معتنقوها من قوميات شتى.. ودحضاً لادعاءات الصهيونية والعالم الغربي فإن فلسطين كانت معمورة بالفلسطينيين مسلمين ومسيحيين ، واليهود أساساً قبل قدوم يهود الدونمة إليها كان عددهم فيها بالمئات وخارج حدود مدينة بيت المقدس ، وبعد لجوئهم من إسبانيا فإن أعدادهم فيها وفق مركز الدراسات الفلسطيني وصلت عام 1882 لنحو 320ألفاً منهم 25,000 فقط من اليهود ، وفي العام 1918 نحو 644ألفاً و400 عربياً ويشكلون 8ر92 % من مجموع السكان فيما عدد اليهود 55 الفاً و 142 يهودياً ويشكلون 2ر7% ، حيث بدأت أعداد اليهود بالتزايد بعد ذلك بفعل التسهيلات للهجرة اليهودية إلى فلسطين والتي منحتها الدولة البريطانية المنتدبة عليها تنفيذاً لما نص عليه وعد بلفور ، ورغم ذلك فإن عددهم بلغ نحو 650 الف يهودي عام 1948 ويشكلون 5ر31% أما العرب الفلسطينيين فبلغوا نحو مليون و415 الفاً ويشكلون نحو 5ر68% .
وتعود الزيادة السكانية لليهود في فلسطين وفق نبيل السهلي لموجات الهجرة اليهودية قبل إنشاء الدولة العبرية ، فغالبية يهود الموجة الأولى قدموا لفلسطين ما بين عام 1880- 1903 من روسيا وبولندا ورومانيا ويبلغ عددهم 25 ألف يهودي ، أما الموجة الثانية جاءوا مابين عام 1904 – 1914 من روسيا وأوروبا الشرقية وعددهم 34 ألف يهودي ، فيما الموجة الثالثة جاءت من مناطق بحر البلطيق وروسيا من عام 1919 – 1923 ويبلغ عددهم نحو 35الفاً ومائة يهودي بينما الموجة الرابعة قدمت من بولندا ورومانيا والشرق الأوسط من 1924 – 1931 ويبلغ تعدادهم قرابة 79 ألفاً والموجة الخامسة قدمت من ألمانيا وأوروبا الغربية وبولندا ما بين عام 1932 – 1939 وبلغ عددهم قرابة 225 ألف يهودي ، والسادسة جاءت من وسط أوروبا والبلقان وبولندا والشرق الأوسط ما بين عام 1940 – 1948 وبلغ عددهم قرابة 118 الفاً.
ورغم الهجرات القسرية التي حاول العدو الصهيوني فرضها على الفلسطينيين في سبيل التفوق الديمغرافي لليهود فيها إلا أن أعدادهم وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني شكلت عام 1990 م نحو 4ر61% والفلسطينيين 6ر38% وفي العام 2006 تساوت النسبة المئوية للمتواجدين منهما فيها ، والآن وفق التقديرات فإن نسبة اليهود إلى الفلسطينيين لا تتعدى في فلسطين التاريخية الـ 49% ولو أضفنا لهم اللاجئين لتفوقت أعداد الفلسطينيين على جميع اليهود المتناثرين في شتى بقاع الأرض.. فكيف تكون فلسطين أرض بلا شعب ؟