أكاذيب صهيونية /5 بثياب الثعلب الناسك تدعي السلام
الحلقة الخامسة
عبد الحميد الهمشري – تناولنا في الحلقات الأربعة الماضية ثلاث أكاذيب صهيونية لقيام الدولة العبرية ، وفي هذه الحلقة سنتناول الكذبة الرابعة وهي أنها بثياب الثعلب الناسك الذي يدعي السلام ، تتمسكن حتى تتمكن .. فدأبت على تضييق الخناق على فلسطينيي الداخل الفلسطيني ، فكانوا حتى العام 1967يخضعون لحكم عسكري وفق ترتيبات طوارئ وضعها الانتداب البريطاني ، لا حقوق مدنية أو إنسانية لهم ، تزجهم في السجون وترحلهم من أماكن سكناهم كما حصل لبدو النقب ، وتصنع مجازر ككفر قاسم ، خلاف ما صنعته عصاباتها قبل حرب 1948 التي شردت خلالها معظم الشعب الفلسطيني إلى خارج وطنه ومن اعتداءات مبرمجة على دول الجوار العربي، ناهيك عما كانت تفتعله من حروب بمقدمات تظهر للعالم أنها في خطر داهم للإيهام بأن ما تقوم به هو دفاع عن النفس فشاركت بريطانيا وفرنسا بالهجوم على مصر عام 1956 ، وهددت باحتلال دمشق عام 1967 ما وتر الأجواء وشحنها لتبرر عدوانها على العرب في حزيران 1967 ، وهي رغم توقيعها لاتفاق أوسلو ادعي أنه للسلام مع منظمة التحرير استولت على أراضي الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية بالاستيطان والجزر العازلة والطرق الالتفافية والمعسكرات ، وجاءت إدارة ترامب لتشرعن اجراءات الاحتلال بالنسبة ليهودية الدولة وللقدس والمستوطنات وضم الأغوار وغير ذلك من اسنفزازات في كامل الأرض الفلسطينية .
والمتتبع لمجريات الأحداث في المنطقة يدرك أن الدولة العبرية تعتمد قواعد تشرعن فيها ما تصنع ، في ظل حصولها على سند وعون من قوى سادية عالمية تتحكم به في شكل العلاقات الدولية ، فتشرعن المخالف لقواعد بناء جسور العلاقات بين الأمم ، متخذة من ” الكذب غاية لتبرير الوسيلة ومن الإرهاب درباً لصنع السلام ” ، وهكذا انتهجت في فرض وجودها على الأرض الفلسطينية ، وما كان لها أن تنجح لولا الدعم اللامتناهي من حيتان دول التحالف الغربي الممثلة بالتحالف الأنجلو أمريكي الذي لا يسمح لمن يخالفهما الرأي العوم بعكس تيارهما بالجزر والسحق ، فالحركة الصهيونية أججت الشارع العالمي ضد العرب الفلسطينيين متخذة من المحرقة التي تعرض لها اليهود من النازية الألمانية ذريعة تلوح بها كلما أقدمت على فعل شيء مخالف لقواعد القانون الدولي الذي يتيح لكل شعوب الأرض العيش الآمن في أوطانها ، رغم أن الفلسطينيين لا علاقة لهم بما جرى في تلك المحرقة معتمدة ” الكذب ، الإرهاب ، السرقة والنهب ” كنهج مبرمج للوصول لأهدافها ، فحللت الدولة العبرية لنفسها في سبيل تحقيق أحلامها صنع ما فعلته النازية ضد اليهود لكن بحرب إبادة وتطهير عرقي ضد الفلسطينيين .. وعليه فإنها لا تتوانى عن استخدام أسلحة تدميرية محرمة دولياً من بيولوجية ، سامة ، حارقة ، ونووية ، غير المسموح للعرب بامتلاكها ، وبمبررات مشرعنة أمريكياً ، فالصهاينة يكذبون ويختلقون القصص لكي يسرقوا الأرض وينكبوا الشعب الفلسطيني ، فمناحيم بيغن نسف فندق الملك دواود عام 1946م وتسبب في مقتل ما يقارب المئة شخص وكافأت بريطانيا صنيعه بمنح اليهود دولة في فلسطين ، فأين العدالة وأين هو العالم الذي يدعو للسلام ؟! .