نضال العضايلة يكتب: كورونا، وسائل التواصل الاجتماعي، وأدبيات الخطاب الراقي
نضال العضايلة- تتخذ شبكات التواصل الاجتماعي خطوات لمعالجة انتشار معلومات خاطئة حول الفيروس على مواقعها، فتقوم بتوفير معلومات دقيقة حوله، بعدما ارتفع عدد المشاركات التي تحتوي معلومات خاطئة حول الفيروس وتبعاته.
مواقع التواصل الاجتماعي مؤثرة، وقد تشكل اتجاهات وثقافات وسلوكيات او تخلق بلبلة واشاعات لذلك سارعت منظمة الصحة العالمية مؤخراً إلى اتخاذ خطوات لضمان ألا يؤدي وباء الفيروس التاجي، الذي أودى بحياة الألاف في العالم، إلى تدفق “خطير” لمعلومات تغذيها شائعات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي .
اليوم وفي خضم التطور الهائل في أعداد الإصابات والوفيات بات من الضروري تحديد ضوابط الاتصال لتوفير المعلومات وآلية التنسيق وتوفرها في التقارير اليومية، وكذلك إيجاد آليات تبادل الاجراءات الاحترازية والوقائية المتخذة من دول العالن للحد من انتشار المرضى.
التهويل على وسائل التواصل الاجتماعي بلغ حد الوباء، وما نحتاجه اليوم من وسائل اعلامنا المختلفة ان تركز على بث الرسائل التوعوية وتتناول الموضوع في ابعاده الانسانية الأخرى ولكن دون تهويل وتخويف، والتمهل في اطلاق اخبار عاجلة قد تؤثر على بعض القطاعات.
لقد تحولت الاشاعة إلى صناعة كاملة قد تحل ذات يوم محل الحقائق برمتها، وتجند الدول وفقاً لأحجامها آلاف الخبراء لمقاومة هذا التزوير، أو لصناعة تزوير مضاد، إضافة إلى أنه لا رقابة ولا نظام ولا مسؤوليات أو ضوابط عند ملايين المشاركين في مواقع التواصل.
مشكلة إنحدار مستوى التخاطب بين الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي، باتت مشكلة مستعصية لا يمكن حلها بأي طريقة مهما كانت، وتجاهلت خصوصاً وأن بعضها، تجني محصول البذور التي زرعتها في عقول الأجيال الشابة بشكل خاص وتحديداً منذ أن بدأت ظاهرة “التويتر، فيسبوك، انستغرام، واتس اب” كمنبر للبعض، فبات فلتان الكلام “حلالاً زلالاً” للمناصرين على وقع كل تغريدة وتغريدة مُضادة من “الجانب الآخر”، وصولاً الى ارتفاع لغة الشارع وانتهاء أحياناً بالنزول إلى لغة الشارع!.
لكن الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل يصعب حتى على المستوى الدولي وضع قوانين وضوابط له، وهنا تبرز إشكالية تفسير ما يُعرف بالإلتزام، لأن هناك وسائل إعلامية مُلتزمة بالمفهوم التجاري أو المالي، أو مُرتهنة لمصادر التمويل، لكن معاني الإلتزام في وطنٍ كالأردن ويواجه اليوم مخاطر وجودية ومصيرية، يجب تطبيقها وفق قاعدة واحدة ومعيار واحد: التربية البيتية أولاً، والثقافية / السياسية ثانياً، والوطنية الجامعة على القِيَم ثالثاً وأخيراً، والمنهاج المشترك بين المراحل الثلاث هو نفسه: أدبيات الخطاب الراقي، وهذا ما يجب تطبيقه على وسائل الإعلام كي ينسحب تدريجياً على مواقع التواصل.
إن محاربة الإشاعة بمثابة رسالة واضحة و صريحة أنه علينا كأردنيين أن نساهم في إنجاح خطة الدولة لاحتواء فيروس كورونا ، حيث أن تجاوبنا الإيجابي واتباعنا للتعليمات و التوجيهات الرسمية الصادرة من وزارة الصحة والجهات الرسمية سيساهمان لا محالة في تحقيق الهدف المنشود و في أقرب وقت و بأقل عدد من الخسائر لا قدر الله.
والله يحمي الوطن.