يسرا ابو عنيز تكتب:مجتمع الخير في اردن الخير
يسرا ابوعنيز – مجتمع الخير في أردن الخير، هذا الوصف الذي يمكن أن نطلقه على الوضع الحالي في المملكة، منذ بداية ازمة فيروس الكورونا،ومع بداية الحظر الذي فرضته الحكومة لحماية الوطن، والمواطن، وانحسار هذا الفيروس الخطير، ومنع انتشاره بين الشعب الأردني.
وفي الأردن،حيث مجتمع الخير، واهل الخير، الذي يلبون النداء عندما يناديهم الواجب، ويتسابقون لتقديم ما يستطيعون لكل صاحب حاجة، وقبل ذلك يدفعون الغالي والرخيص للوطن، ويثبتون أنهم الأبناء الذين لا يخذلون الوطن.
وفي كل ظرف استثنائي، او أمر طارئ، يتنادى أبناء الأردن، وكل من هو على ارضه،لتقديم المساعدة، وتقديم كل ما يستطيعون، للمساهمة في قيام الجهات ذات العلاقة بواجبها على أكمل وجه،والتصدي لهذا الطارئ، ليكونوا بذلك عونا للحكومة، ويعملون مع بعضهم البعض، ويكونوا يدا واحدة لمواجهة هذه الظروف.
وهذه الأيام، ونحن نواجه جائحة فيروس الكورونا، سجل ابناء الأردن، أروع القصص في التكافل الاجتماعي في المجتمع الأردني، ليكونوا العون الحقيقي للمؤسسات الحكومية، والسند الرئيسي لكافة مؤسسات الدولة، وليقفوا مع بعضهم كما هي عادتهم، يساعدون بعضهم، ويخففوا من الأعباء على خزينة الدولة.
فما بين المبادرات الاجتماعية، والتي تم اطلاقها لجمع الأموال لصالح وزارة الصحة الأردنية لمواجهة فيروس الكورونا،وبين تلك التي تجمع الأموال للأسر العفيفة، مع بداية حظر التجول وتوزيع الطرود الغذائية، على الفقراء والمحتاجين، وتأمين احتياجات العائلات من المواد التموينية، والخبز، وتوزيع الطعام، واللحوم، والخبز، والخضار.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن بعض أصحاب العمارات السكنية قاموا باعفاء المستأجرين من اجرة شهر اذار، واعفاء بعض المدارس اولياء الأمور من نصف قسط لشهر اذار ايضاً، وذلك تعاطفا مع المواطن الاردني في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها المواطن، والوطن.
كما قامت بعض المؤسسات الأهلية،والعديد من المواطنين بتوزيع الخبز مجانا على المواطنين،وكذلك اصحاب مزارع الخضار،بالإضافة لاعفاء المواطن الأردني من دفع فاتورة الكهرباء عن شهر اذار، ومنع فصل الماء، والكهرباء عن المواطن في هذه الفترة، واعادة عدادات المياة المفصولة لمن تقل قيمة فواتيرهم عن 300 دينار للمشترك.
الأردنيون كعادتهم في مثل هذه الظروف، تسابقوا سواء اكانوا افرادا او مؤسسات تجارية، واهلية وذلك من اجل التبرع لوزارة الصحة الأردنية،وللحكومة وذلك كي تتمكن من القضاء على فيروس الكورونا،والتصدي له، وشراء ما يلزم لعلاج المرضى، وتجهيز أماكن العزل، والحجر الصحي.
ونحن هنا لسنا في مجال حصر اعمال الخير، ومبادرات الخير في وطننا الحبيب، ولكن هذا العرض البسيط لنذكر أولا بأن الخير ما زال موجودا بين الناس، حتى في أشد الظروف، وأقساها، كما أن بعض رؤوس الأموال، والشركات الكبرى، والمؤسسات الإقتصادية، والمالية كانوا العون كعادتهم دائما للوطن في مواجهة هذه الظروف.
لذا فإن الخير موجود، وسيبقى في هذا الوطن الغالي، الذي كان سباقا لمساعدة الاشقاء العرب والمسلمين، عندما يتعرضون لأي ظرف، او محنة طارئة، لذا استحق أن يكون وطنا للخير، ولأهل الخير دائما.