ما لاتعرفه عن وزير الصحة ” ابا سلطان ” !! معجزة نادرة وظاهرة غريبة
جمال حداد
المبالغة عدو البلاغة،و ابلغ البلاغة أن تكسر حاجز الأبجدية وتستدعي جمالياتها الجميلة لتكتب بكل ما أوتيت اللغة العربية به من محسنات بديعية ومعانٍ راقية عن شخصية كاريزمية سطع نجمها في عز الأزمة وبزغ نورها في أوقات الشدة،لتخطف الأنظار في وضح النهار، وتقف مشدوداً ومشدوهاً أمام شخصيته الاستثنائية ،وعلومه المتعددة من طب وإدارة وفنون عسكرية…فوق كل هذا تواضعه،إنسانيته،انتماءه،أردنيته،ولاءه وكأن الرجل ظاهرة عامة لا فرداً واحداً.
ما يُسجل للدكتور ” ابا سلطان ” عقليته المنفتحة المتفتحة،لغته الواثقة الهادئة في المخاطبة وفن الإقناع الذي يتمتع به، ما أعطى الوظيفة القيمة والمكانة التي تستحقها وأعاد لها الهيبة التي فقدتها منذ زمن بعيد، رجل علم دقيق في أرقامه وعسكري حذر في خطواته،ومثقف حريص في كلامة.
كانت أولى خطواته نشر شبكة آمان عنكبوتية في كل زاوية لاصطياد الفايروس الخبيث الغدار ووضع الطعم له للخلاص من شره،شرط أن يتعاون الشعب كله معه لان مسؤولية الدولة 10% والباقي يتحملها الشعب كله، حقيقة يجب أن يعرفها الكافة كافة ولا تغيب عن مخلوق مهما بلغ جهله،فاظلم الظلام ظلمة الجهل خاصة إذا كانت تنسحب على المجتمع كله.
جابر العثرات ” سعد جابر ” بحكم مهنته الطبية وترؤسه للخدمات الطبية يعرف سيكولوجية الجماهير وكيف يجب التعامل معها بعقلانية وتؤدة ولقد نجح في حمل الأمانة وتوجيه الدفة فصفق له الشعب والدولة على انجازاته المبهرة.
الحكيم البارع والجراح الماهر يعرف نقاط الضعف الإنسان، و مكامن مرضه ويحاول بمبضعه فتح الشرايين المغلقة ليضخ الدم ويرفع من طاقته ليحفز جهاز مناعته، كما انه يعرف نقاط القوة ويسعى جاهداً إلى تحويلها لقوة خارقة لتكون عصية على المرض وحائط صد في مواجهة الجائحة التي عجزت عنها الدول العظمى وعلى رأسها أمريكا وجاءت الأردن في الدرجة الثانية بعد الصين في التصدي لها رغم الإمكانيات المحدودة حتى اعترفت الصحافة الألمانية أن الأردن البلد الأكثر اماناً في العالم واعترف جهابذة العلم في أمريكا وأوروبا بأنهم يتفرجون على التجربة الأردنية ويتعلمون منها.
وهنا يجب أن يُنسب الفضل إلى أهله أن ما عزز هذه القوة والمكانة وسرعة الانجاز، وقوف جلالة الملك عبد الله وراء خلية الأزمة و الإيعاز للحكومة بشراء الأجهزة اللازمة ودعم الكوادر الطبية ومتابعة أعمال اللجان الطبية المشرفة وضع الخطط لمكافحة الجائحة من اجل سلامة المواطن الأردني والحفاظ على صحته فهو رأس مال الدولة.
لا أجمل ولا اصدق من كلام الله وهو يقول في كتابه المعجزة الأزلية :ـ ” وتعرفهم بسيماهم “. وأنا أؤمن أن بواطن الإنسان تتجلى في ظواهر ملامحه وخاصة في وجهه،ولغة الجسد وحركاته لا يمكن إسقاطها عند دراسة الشخصية والدخول إلى أعماقها.هنا نقول ما قالته العرب في علم الفراسة :ـ ” اطلبوا الخير عند حسان الوجوه ” و ” في وجه الفطن تُضيْ الحكمة “.ونزيد من عندياتنا :ـ الأشجار تعرف من ثمارها،والخيول من هيئتها والرجال من سماتها . والحمد لله الكريم المتعال أن هيأ لنا مثل هذه الشخصية من خيرة الرجال الأفذاذ ذوي الشخصيات المبدعة المشعة.
هو الدكتور سعد جابر الاسم الذي أصبح ترويدة يرددها الأردنيون كماركة مسجلة وبشرى قادمة لا محالة بالنصر على الجائحة وذيولها المتعددة وليبقى هذا البلد آمنا بفضل الله وبعزائم رجاله المخلصين.
وفي هذه العجالة لا بد من المفاتحة والمكاشفة في الحديث عن علم الإدارة ووضع الإنسان المناسب في المكان المناسب والثورة على الفساد والواسطة والمحسوبية والجهوية والبقاء للأصلح والأكفأ.ففي العالم الثالث تكون الشخصيات القيادية والكارزمية محصورة بالطبقة السياسية والتنظيمات الحزبية والتحررية السرية أو المعلنة أما أن يظهر طبيب لايملك إلا مبضعه ومتانة شخصيته ونبل ملامحه فهي معجزة نادرة وظاهرة غريبة.
هذا هو د . سعد جابر ….فهذه الشخصية الكارزمية لم تأت من فراغ إنما تحمل في طياتها مواهب وقدرات غير عادية ناهيك عن تلك الهالة الربانية التي يخصها الله لمن يحب من خلقه، ناهيك أن الرجل بشهادة كل من حوله أو زامله يتمتع بأخلاق عالية وانضباط صارم بالقانون والأعراف والتقاليد لهذا اكتسب محبة خلق الله كافة.ونقولها بصراحة ان سحر الشخصية لا تأتي بفرمان رسمي ولا تنبع من السلطة لكن لها خصائص وسمات وتمتلك مهارات تجعل منها قدوة ومكان إعجاب للخاصة والعامة على السواء..الحق أقول لكم ان الرجل بالغ الذكاء وهي إحساس الناس بأهميتهم والاهتمام بأحوالهم وحياتهم،وهذه له علاقة بالشق التنويري من شخصيته العلمية والثقافية.
لمزيد من الإضاءة والاستزادة لكي نفي الرجل حقه ” بالصاع الوافي ” نذكر التالي لابراؤ الذمة أمام الله والناس.
ـ رفض سعد جابر عرضاً من البنك الدولي لمواجهة جائحة الكورونا وقال لهم إذا كانت منحة لحماية الإنسانية في معركتها ضد المرض،فأهلاً وسهلاً أما إذا كانت ديناً لأزيد مديونية الأردن فخسئتم ـ لا نريد فلوسكم وسنعتمد على الله اولاً ثم على أنفسنا.
ـ هو الذي خوفنّا لكي يحمينا وأرعبنا لنحرص على أنفسنا وذوينا،فعندما كان يشق الصدر ويفتح القلب لا ليجرح بل ليصلح العطاء ويمد المريض بما يمده بأسباب الحياة من دم واوكسجين.
ـ وهو الذي قال في معركة الحياة والموت مع فايروس خبيث وغدار ” أعطوني الصبر أعطيكم النصر ” وهي تشبه كلمة بطل انجلترا تشرشل في الخرب العالمية الثانية عندما كانت تدك الطائرات الألمانية لندن فقال لشعبه النصر صبر ساعة.
ـ هو الوزير الذي أمر بتخفيض أسعار الأدوية في المملكة التي كانت الأغلى في المنطقة وقضى على الاحتكار والاستغلال رأفة بالمرضى الفقراء، بعد حصوله على موافقة من جلالة الملك حفظه الله ورعاه.
ـ ولا بد من التضرع لله تعالى من أعماق قلوبنا، ان يُّنزل فرجه على فقرائنا ويُشفي مرضانا ويحمي وطننا من كل سوء….وندعوك يا الله ان لا تُحملنا ما لا طاقة لنا به.