عبد الحميد الهمشري يكتب: ما خلفته معركة مخيم جنين .. الشاهد الحي على وحشية جيش الاحتلال

ومرت الذكرى الثامنة عشرة لمعركة مخيم جنين البطولية التي ابتدأت في الثالث من شهر نيسان / إبريل من عام 2002 واستمرت حتى الثاني عشر منه ، والتي معظم شهدائها ما بين مدنيين أطفال ونساء وكبار في السن ، ومقاومين أشداء كانوا أسود الوغى وسط الزحام ، كبدوا قوات النخبة في جيش الاحتلال خسائر لم يكن يحسب حسابها من مدافعين عن المخيم يمثلون سرايا القدس ، كتائب القسام ، كتائب شهداء الاقصى ،عناصر من الأمن الوطني الفلسطيني بقيادة الشهيد يوسف ريحان “أبو جندل”، ومتطوعين من البلدات والقرى المجاورة وعدة مناطق ، ولا يملكون سوى أسلحة خفيفة دون أسلحة حرس المواكب الرسمية للزعماء .
عدالة قضيتهم تتلخص بمطلب واحد ، ألا وهو رحيل المحتل عن أرضهم , فأبلوا بلاء حسناً ، نال احترام العدو قبل الأخ والصديق ، كان أفرادها جنرالات في التضحية والفداء وفي الصمود والتصدي لجيش الاحتلال الذي لم يتمكن من حسم المعركة رغم تدميره لمنازل المخيم على رؤوس ساكنيه والذي مجموع مساحته لا تزيد عن نصف كيلومتر مربع جراء قصفه بمختلف أنواع الأسلحة من صواريخ تطلقها طائرات إف 16 الأمريكية ، والطائرات المروحية والمدفعية والدبابات وعلى مدار عشرة أيام متواصلة إلا بعد طول عناء، لم تتمكن من اقتحام المخيم إلا بعد نفاذ ذخيرة المقاومين الذين كانوا مطوقين من كل جانب بقوات ضخمة من جيش الاحتلال واستشهاد عدد كبير منهم .
آثار وحشية الاحتلال ما زالت ماثلة للقاصي والداني و لعالم يتنكر لمبادئ حق الإنسان في العيش الكريم على ثرى وطنه الممتدة جذوره فيها ، بتاريخ يعود لعشرات القرون ، ما زالت آثارها ماثلة للعيان ، وتتحدث عن صناع الحياة والحضارة والبناء لا الخراب والدمار والاعتداء وتزوير الحقائق وتدويرها ، فما خلفوه صروح وشواهد تنبئ بعظمة ما تركوا .
العدو ربما كسب جولة ، لكنه لم يفصل بها ولن يتمكن ، لأنه بما ارتكبه من مجزرة رهيبة وما ألحقة من تدمير المباني والبنية التحتية بكاملها في المخيم ، كسب كراهية أطفال ليس في المخيم و الأرض المحتلة وحدهم ، بل من تعايشوا مع الحدث في العالم أجمع ، فالأيام دول ، وهي حبلى بالمفاجآت ، فكل فعل معادٍ ، يقابله رد فعلٍ مضاد ، يعتمد الكر والفر وتحين الظرف المناسب ليقلب الميزان ويفرض العدالة ، فينهي ما حققه عدوه في سنوات بلحظات ، هكذا تنبئ الأحداث أن من يضحك أخيراً يضحك كثيراً وأن الحديد لا يفله الا الحديد.
رحم الله شهداء مخيم جنين وشهداء درب النضال الفلسطيني والأمة أجمعين

 

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى