العودة للزمن الجميل
يسرا ابوعنيز – الظروف الصعبة التي يعيشها العالم منذ بداية العام الحالي، والأيام العصيبة التي يمر بها العالم بشكل عام، والأردن بشكل خاص، ورغم قساوتها، وصعوبتها نتيجة للحظر، للتصدي لفيروس الكورونا، ومنع انتشاره، جعلت المواطن الأردني يعود لتلك الأيام في الزمن الجميل.
وتتجلى هذه العودة للزمن الجميل، في التكافل الإجتماعي، والترابط بين فئات المجتمع المختلفة، وتقوية الروابط بين ابناء المجتمع الأردني،والأسرة وبخاصة في المناطق الريفية، والقرى، وتفقد الجيران لبعضهم البعض، وكذلك عودة الصحن الدوار في الكثير من الأحياء بين أفراد المجتمع، وتوزيع الخبز الذي تقوم بانتاجه ربات البيوت على الجيران ايضاً.
كما أن العودة للزمن الجميل خلال هذه الأيام، وفي هذه الفترة بالذات،تتضح من خلال عودة المواطن الأردني الى صناعة الخبز في البيوت، واستخدام الحبوب وطحنها، وصناعة كل ما يلزم الأسرة في البيوت ايضاً، دون اللجوء الى المطاعم، ومحلات المواد الغذائية الجاهزة، والاعتماد على النفس، في ظل اغلاقها بسبب حظر التجول، الذي يقترب في المملكة الى الشهر، وذلك بعد ظهور أول حالة إصابة بمرض الكورونا.
ورغم ظروف الحظر المفروض في الأردن،ورغم الظروف الصعبة في هذه الظروف القاسية،والصعبة، كما هو الحال في الكثير من دول العالم، للتخفيف من انتشار فايروس الكورونا، الذي بدأ ينتشر في العالم كما تنتشر النار بالهشيم، غير أن كل هذه الأمور جعلت الأردني يعود للأرض أكثر من أي وقت مضى، ليزرعها بالمحاصيل، والخضار، ويهتم بها يحرثها، ويعشبها، ويمضي معظم نهاره للعمل فيها، مستغلها من ناحية، وليقضي على ساعات الفراغ الطويلة بعد أن تم تعطيل المدارس والجامعات، والدوائر الحكومية في المملكة.
أما ربات البيوت، سواء في المدن،أو في القرى في مختلف مناطق المملكة،فقد قمن بواجبهن تجاه أسرهن على أكمل وجه، وذلك بالعودة للأيام القديمة من خلال تصنيع المنتجات الغذائية من الحليب، ومشتقاته بدلا من شرائها كما كنا في السابق، وتربية المواشي، والدواجن، والطيور للاستفادة منها، واستغلال الحديقة المنزلية من خلال زراعتها بما يلزم الأسرة، بدلا من شرائها.
وفي زمن الحظر،الذي أجبرتنا عليه الظروف، في زمن الكورونا، وكنتيجة لمنع استخدام السيارات، او التحرك بها، عند التوجه للشراء، من الأسواق في ساعات النهار، اعتاد معظم الناس على السير على الاقدام،مهما كانت بعد المسافة، والتي قد يتوجه اليها الشخص، بعد أن نسوا هذا الأمر منذ فترة طويلة لاعتمادهم بشكل كبير على الحافلات، والسيارات لشراء احتياجاتهم.
كنا نتمنى لو أن عودتنا للزمن الجميل، جاءت في وقت، وظروف أفضل من هذه الظروف التي نعيشها حاليا، وأنها جاءت طوعية ولم تجبرنا الظروف الصعبة التي نمر بها على هذه العودة، وكنا نتمنى أيضا أن نعود دون وجود لهذا الفيروس اللعين،الذي بدأ يصيب، ويحصد أرواح الملايين من البشر في مختلف دول العالم، بعد أن أصبح الوباء يشكل خطراً على الجميع.