نضال سلامة يكتب : الإعلام الإلكتروني نجح بأزمة الكورونا واغفلتة الحكومة
نضال سلامة – منذ بداية أزمة الكورونا وبداية التعاطي مع تداعياتها أصدرت الحكومة قرارا بوقف إصدار الصحف الورقية مستندة الى أن الورق الخاص بالصحف وعملية توزيعه تعد بيئة خصبة لنقل وانتشار فايروس الكورونا .
وبهذا القرار ألقي على كاهل الإعلام الإلكتروني خوض غمار معركة المواجهة مع الفايروس ، جنبا الى جنب مع جهود الدولة في ذلك المضمار ، فكان الإعلام الإلكتروني فارس الميدان ، وبطل الحلقة ، بجانب الإعلام المرئي والمسموع .
الإعلام الإلكتروني كان أيضا البطل الذي لا يبارى ، في الوقوف مع الوطن ، في كثير المنعطفات التي مرت بالوطن ، وكثير من المواقف الحالكة ، التي لولا لطف الله ، ثم حكمة ومهنية الإعلام الإلكتروني في إدارة دفة الرأي العام ، لعصفت العواصف بالوطن ، ولا ننسى فترة استشهاد معاذ الكساسبة ، و حوادث خلايا الكرك والسلط واربد الإرهابيات ، وغيرها الكثير ، التي قدم فيها الإعلام الإلكتروني الغالي والنفيس ، بلا منة ، بل طيب النفس ، راضي الخاطر ، ايمانا منه بأن الوطن فوق كل شئ ، وفوق كل اعتبار.
الجميع تباكى على الصحف الورقية ، ونحن لسنا ضد الوقوف الى جانبها ، سيما أنها كانت في حقبة من الزمن بيوت خبرة لأساتذة وأقطاب إعلاميين نكن لهم كل التقدير والإحترام ، لكن من الإنصاف أيضا والعدل الوقوف الى جانب الإعلام الإلكتروني ، الذي طاله كغيره من القطاعات الضرر الكبير في ظل أزمة الكورونا ، وذلك تبعا للضرر الذي لحق بالكثير من القطاعات التي تعطلت أعمالها .
ومن المؤسف غاية الأسف أن الحكومة والجهات المعنية التي اعتمدت بشكل كبير على الإعلام الإلكتروني في توجيه رسائلها للرأي العام ، الى جانب الاعلام المرئي والمسموع ، تدير ظهرها عن هذا النوع الحيوي من الإعلام ، والذي يتصدر السيادة بالساحة الإعلامية عالميا ، ولا بمجرد عبارات تطيب الخاطر وترفع الهمة والروح المعنوية في ظل هذا الظرف العصيب.
قد يقول قائل أن الحكومة تطرقت الى الصحف الورقية من باب الإعلان عن سداد مستحقاتها ، ولا ننكر ذلك فهذا حق ، ولكن للإعلام الإلكتروني دين في رقبة الحكومة ، نقول الحكومة لا الوطن ، فالعاملون فيه جنود مجهولون لا يقل أهمية جهدهم عن جهد الطبيب والممرض والعسكري بل وحتى المسؤول الذي يطرق باب الإعلام الإلكتروني عندما يدلهم الخطب ، ويشتد الكرب.
الإعلام الإلكتروني ، سيبقى سلاحا فعالا بيد الوطن ، ومع الوطن في وجه كل الصعاب ، ولكن على الحكومة حسن إتقان رعاية هذا السلاح ، حتى يبقى مؤديا لرسالته الفاعلة لمستقبل الوطن وأمانه .