فصول في كتاب العمر.
إبراهيم عبيدات – لطالما يبدأ الحب بشيء من الإعجاب يتبعه كثير من الحب، الحب الذي يغرق فيه العقل في بحر المشاعر ولنصبح ضحية حرب عنيفة وقعت بين جيش العقل الذي يرى العيوب ويميزها ويرفض تلك الإملائات التي يفرضها جيش القلب بجنوده وأعوانه الذين تسلسلوا خلسة بداخلنا وفرضوا سيطرة جزئية قد تؤول للكمال على تلك النفس لتجعل منها أسيرة حرب عاجزة عن الحياة.
هناك وقبل اثنتا عشرة عاماً حيث كان الصداع السبب في زيارتي للطبيب لأشاهد تلك الجميلة المذهلة وأسقط ضحية حبها، والتي منذ بداية معرفتي بها وحبي لها رأيت الحياة بصورة مغايرة، لتصبح هي الحياة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
نعم هو الحب الذي يجمع بين الأضداد للتشاركية في كل لحظات العمر حيث اللعب والجدّية والضحك والعبوس والفرح والحزن وقضاء أجمل فصول العمر سوياً، فنسير بالطريق المظلم ليلاً وتحت أشعة الشمس اللاهبة نهاراً، ولحظة سقوط المطر أخشى عليها من مداعبة حبات المطر فأخفيها تحت مظلتي خشية أن تبتل فتبرد وأبرد معها ونصبح غير قادرين على المسير لنكمل طريقنا الذي نقصده.
لحظات وساعات وأعوام طويلة وأيضاً رغم كل شيء كانت هي الأجمل قضيناها معاَ بحلاوتها ومرارتها لم تشفع لنا وتمنعنا من الفراق ففي تلك الغرفة كانت البداية وبها أيضا النهاية فلكل بداية نهاية ولكل أجل كتاب، ولكنها رغم البعد والفراق ستبقى أجمل الفصول التي رسمت في كتاب العمر بصرف النظر عن كل مُر مررنا به، وكما كان في حياتنا بقعة معتمة هناك بقع كثيرة يملؤها النور السرور.