بلال حسن التل يكتب: كورونا . .. اربد تفتح معركة الوعي الوطني
بلال حسن التل- عندما تحولت اربد إلى بؤرة من بؤر إنتشار جائحة فيروس كورونا، أكدت أن الخطر الحقيقي الذي نواجهه، ليس هو هذه الجائحة اللعينة، فقد استنفرنا لها كل قوانا وإمكانياتنا الوطنية، ومعنا كل العالم ،الذي يئن اليوم تحت وطأة فيروس كورونا، الذي سننتصر عليه لامحالة ،لأننا نؤمن بأن خالقنا خلق لكل داء دواء ،
ولأننا أحسسنا بخطر الكورونا، فاستنفرنا له ، ظل أن نستشعر الخطر الحقيقي الذي يعنيه تحول إربد إلى بؤرة من بؤر إنتشار جائحة كورونا، لأنه تحول يدل على تدني مستوى الوعي العام لدى أفراد مجتمعنا، والذي يتمثل في عدم الاستجابة لتحذيرات الدولة وأهل الاختصاص، وهذا هو الخطر الحقيقي الذي كشفته اربد، والذي يجب أن نستنفر لمواجهته منذ الآن، وأن نصعد الحرب ضده بعد أن ننتهي من معركة فيروس كورونا بإذن الله.
لقد مثلت اربد دائما ميزان الوعي العام في كل المجالات، فاربد حاضنة الوعي السياسي ففيها الحضور الحزبي الأكبر ،والحزب الأكثر تغلغلا في اربد يكون هو الأكثر حضورا على مستوى الوطن ،لذلك قدمت إربد قادة سياسيين على المستوى الوطني والقومي وفي المجالين الرسمي والشعبي أكثر من كل المدن الأخرى.
واربد حاضنة الوعي العلمي، ومدينة العلم والعلماء،حتى قبل أن يكون فيها هذا العدد الكبير من الجامعات، التي يشار إليها بالبنان محليا وعربيا وعالميا، ففي اربد كانت أول المدارس، بعد أن خرج أبنائها إلى آفاق الأرض طلبا للعلم، حتى قبل تأسيس الدولة الأردنية الحديثة،فصار منهم أئمة الحرمين المكي والنبوي وأكثر من مفتي للديار الشامية ،وكان منهم اللواء في الجيش العثماني علي خلقي الشرايرة ،وحاكم ديار بكر علي نيازي التل، وغيرهما كثير من أبناء اربد وعلمائها.
واربد حاضنة الوعي الثقافي ،فهي مدينة السينما والمسرح والشعر والشعراء،التي أهدت للأردن وللإنسانية شاعر الأردن بلا منازع عرار، ومثله الشعراء حسين خريس وعمر أبو سالم ونايف أبو عبيد ،وغيرهم كثير من الشعراء والروائيين والمبدعين في كل مجالات الإبداع،مما أهلها لتكون عاصمة للثقافة العربية.
واربد حاضنة الوعي العسكري، فمنها خرج قادة عسكريون عظام، أمثال علي خلقي وعبدالله التل وغيرهما كثير .
لهذا كلة ظلت اربد ميزان الوعي العام ومقياسه لدى الأردنيين ،لذلك عندما تنتكس اربد في معركة سلاحها الرئيس الوعي ، كمعركة فيروس كورونا فإن ذلك يعني أن مستوى وعي المجتمع الأردني أمام خطر حقيقي، من علاماته التفلت من إجراءات الحظر وما كانت تشهده مدننا من تزاحم في مراكز التموين رغم خطورته، لذلك نقول أن انتكاسة اربد تفتح معركة إعادة وعينا الوطني، وأن علينا أن نراجع روافد هذا الوعي، ومدى استجابتها لمعطيات العصر وتحدياته ،وهذا ما يجب أن يكون على رأس أولوياتنا الوطنية منذ الآن ،لعلنا نقول رب ضارة نافعة.