بلال حسن التل يكتب: نحو نظام صحي موحد

بلال حسن التل – من أهم الدروس المستفادة من جائحة فيروس كورونا، التي يجب أن نتوقف عندها طويلا، أهمية النظام الصحي لأي دولة ومجتمع، لأن حياة الإنسان وسلامته هي رأس المال الحقيقي لا عمار الأرض، فعلي سلامة الإنسان وصحته ترتكز سلامة القطاعات الأخرى وفعاليتها، وكما قيل فان(الجسم السليم في العقل السليم ) ومفهوم الجسم هنا ينصرف إلى الاجتماع والاقتصاد والثقافة، بالإضافة إلى الإنسان صانع ذلك كله.
مناسبة هذا الكلام، هو أن جيشنا الأبيض المكون لنظامنا الصحي، في القطاع العام بشقيه المدني والعسكري، كان بالإضافة لقواتنا المسلحة و أجهزتنا الأمنية حجر الرحى في تحقيق انتصرنا على جائحة فيروس كورونا الكونية، ووضع الأردن في هذه المكانة الحضارية المتقدمة على المستوى العالمي، مما يرتب على الجميع مسؤولية وطنية نحو القطاع الصحي الأردني، وضرورة تطويره ودعمه، ليظل من علامات تميز الأردن، وقبل ذلك مصدر ثقة وطمأنينة للأردنيين.
وحتى يظل نظامنا الصحي فاعل في المحافظة على الصحة والسلامة العامة، لابد اولا من
أعطاء الرعاية الصحية الأولية اهتماما كبيرا، لأنها الركيزة الرئيسية لأي نظام صحي ناجح وفاعل، وهذا يعني التركيز على نشر المراكز الصحية الأولية، اكثر من الاهتمام ببناء المستشفيات الكبيرة، التي تحتاج إلى كوادر كبيرة وأجهزة متطورة، لا حاجة دائمة لها، وتجربتنا مع الكثير من المستشفيات التي تم بناؤها استجابة لضغوط إجتماعية و نيابية، وظلت أجزاء كبيرة منها معطلة، أكبر دليل على مانقول.
ان الاهتمام بالرعاية الصحية
الأولية يعني من مابين يعنيه إن نعيد الاعتبار للصحة المدرسية، ويعني إن نهتم بالثقافة الصحية، وببناء الوعي الصحي لدى الأردنيين ، الذي كشفت جائحة فيروس كورونا إنه ليس على مايرام، بدليل هذا التفلت من الالتزام بإجراءات الوقاية، من تباعد اجتماعي، وعدم ارتداء الكمامات والكفوف وغير ذلك من مؤشرات غياب الوعي الصحي.
قضية أخرى كشفتها هذه الجائحة، هي أن الاعتماد في مواجهتها كان شبه كلي على القطاع العام، الذي قدم الرعاية الصحية للمستفيدين منه ممن يدفعون رسوماشتراكهم به، ولغير المشتركين ممن لا يدفعون شيئا، مما يجعلنا ندعو إلى توحيد أنظمة التأمين الصحي لجميع الأردنيين، في إطار نظام صحي وطني أردني موحد، يشمل جميع الأردنيين بالإضافة إلى المقيمين على الأراضي الأردنية ، نظام ينهي حالة الشرذمة في الكثير من جوانب الوضع القائم، وحالة الأزدواجيه في بعض جوانبها الأخرى، وينهي حالة الظلم في جانب ثالث، حيث يتمتع بعض الذين لا يدفعون شيئا لصندوق التأمين الصحي بالكثير من الاستثناءات، والامتيازات، والأعفاءات، مما يولد حالة من الإحساس بالظلم عند شرائح متزايدة من الأردنيين ، ولاعلاج لذلك كله إلا بتوحيد نظام التأمين الصحي على غرار ما تفعله الدول المتقدمة، ولابأس بأن يكون التأمين الصحي الموحد على أكثر من من درجة أو فئة، شريطة إن يكون إلزامي لكل أردني اويعيش على الأراضي الأردنية. على أن تخصص للعسكريين العاملين مستشفيات خاصة، في طليعتها مدينة الحسين الطبية، لعلها تستعيد القها، وخصوصيتها فعسكرنا يستحقون التميز.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى