سامية مراشدة تكتب: التعليم عن بعد ما بين التجربة وتحقيق الإنجاز
سامية مراشدة : تتعالى أصوات الطلبة وخاصة طلبة مرحلة الجامعية في هذه الأيام مطالبين بتحقيق النجاح التلقائي ، وأن الطلاب يضعون مصب أهتمامهم بإطلاق هشتاغات عبر التواصل الاجتماعي كوسيلة تعبير لعلها تصل الى القائمين بالتعليم العالي ، وعلى ما يبدوا أن ليس هناك مراهنة على مسمى “إنجاز “بل تم تحقيقه من وجهة نظر التعليم العالي والإستمرار على نفس القرارات دون الأخذ بمراعاة الظروف التي يمر بها الطالب والخاصة المتعلقة بالأدوات التقنية.
رسالة التعليم العالي تكمن في الحفاظ على جودة التعليم ولضمان هذه الجودة لابد من دراسة البيئة التقنية والتكنلوجية في الأردن فمن المستحيل أن نحمل قدراتنا من تكنلوجيا المعلومات “الاتصالات “فوق طاقتها ، وعلماً بأن الاتجاه نحو التعليم عن بعد تم من قبل الدول العالم ونجحت فيها ،لكن الفرق ما بيننا أننا تأخرنا عن هذا الإتجاه والدول الأخرى قد سبقتنا بالفعل في التعليم عن بعد واستخدمت الوسائل التكنلوجية المتطورة من قبل أزمة كورونا أي أننا ما زلنا دخيلين على هذا التطور .
ومن خلال حديث الطلبة عن معضلات التعليم عن بعد ،فقد كشفت ضعف أساتذة الجامعات امام ايصال المعلومة عبر تقنيات الأتصال المعروفة ، وأيضاً ومن الإنصاف نقول أن هناك طلبة لا يهتمون بالدراسة عن بعد من باب الإهمال لعدم وجودهم من خلال المحاضرات التي يقدمها الأساتذة عبر المنصة وأيضاً لا يتقنون التفاعل اثناء الأمتحانات ، وكما أن هناك عدم ترابط وجدية الالتزام ما بين الطرفين كما كان سابقاً في المحاضرات ، وأن هناك مبالغة في التمسك بالرأي كالنجاح التلقائي أو بقرار الامتحان الإلكتروني.
نهج التعليم عن بعد قبل أن يتخذه وسيلة في التعليم لا بد أن يُدّرس أو يعطى كدورات للمدرسين في التعليم عن بعد بأسلوب التقني لكي يُمارس بمهنية أكبر وخاصة أن إعطاء المحاضرات بأسلوبها القديم يشكل حالة تقليدية دون أخذ بعين الأعتبار أي طاريء يدخل في نهج التعليم وهذا ما ظهر حالة الضعف في رسالة التعليمية ،وعلى الجامعات أيضاً أن تضع مساقات جديدة تعنى بكيفية التعليم عن بعد للطلاب ، وأيضاً في طريقة تقديم الامتحانات وكيفية الإجابة عليها وخاصة أن فتح الكاميرا ومتابعة الدكتور الجامعي لطلابه هو اساس متابعة المحاضرة والامتحان،وأيضاً على الجامعات وبما أن الطالب يدفع رسوم وساعات الدراسية أقلها أن توزع أجهزة ألكترونية للطلبة الغير قادرين على شراء الأجهزة مع الحزم الانترنت .
وحرصاً على ما حققته جامعتنا المرموقه وسمعتها الطيبة لابد أن تبقى جودة التعليم هي مصب الاهتمام ، وأن تغيير بعض القرارات الخاصة بالامتحانات يجب ان تكون فيها مراعاة في حالة فصل الانترنت أو ضعفه في وقت الامتحان ،وبما أن الامتحانات قد بدأت وبما أن فتح مجال التنقل عبر المواصلات لو حبذا قسمنا جزء من الطلاب لمن يقدروا أن يذهبوا الى الجامعة ويقدموا امتحانات بنفس الموعد وجزء الآخر من الطلاب أيضاً يقدمه إلكتروني لكي لا يكون هناك ضغط على منصات الامتحانات ويفقد الطالب حقه في تقديم الامتحان ، المسألة هي أكثر من اجراءات بسيطه مع ترك مساحات آمان للسلامة العامة وخاصة أن عدد المساقات التي يقدمها الطالب محدوده علما بأن هناك دول متقدمة اتبعت هذا الأسلوب ولعادت إليه بالرغم تطورها التقني ،وان هناك حلول قد تريح الطلبة وقد تكون تجربة ناجحة تستخدم في الأيام والسنوات المقبلة ،لنضعها أول تجربة تتحقق ويعتبرها إنجاز حقيقي للجميع ، ولأننا نؤمن برسالة التعليم فهذه التجربة النوعية ستغير مفاهيم كثيرة للجميع فلنستغلها بشكل ايجابي كما استغلت عالميا ً ولا نضع السلبيات كعثرات امام كل خطوة نتجه فيها الى الأمام .