ستمضي الأيام

إبراهيم عبيدات
سريعة هي الأيام وسريعة هي الدنيا التي نحيا وينقضي بها اليوم كساعة والساعة كلحظة واللحظة كطرفة عين، بالأمس القريب رفعت الأيدي للسماء طلباً بأن يهل علينا بالأمن والإيمان، ودعونا بأن يبلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، وبالأمس تبادل المحبين والأصحاب حروف المعايدة وكلمات التهاني بمناسبة حلول الشهر الفضيل.
هلّ رمضان بهلاله الذي أضاء قلوب وأرواح قبل أن يضيئ سماء تلبدت بسواد الليل.
هلّ رمضان ومعه الرحمه والغفران، كضيف خفيف ظل مكسباً للأجر.
هلّ وأطل رمضان وانقضى منه أيام عشر، أيام لن تكون شيئ لمن لم يغتنمها وستكون كل شيء لمن كان من بين العابدين الخاشعين التوابين القائمين النائمين المنهمرة دموعهم في جنف الليل.
هلّ رمضان وانقضى منه ثلثه الأول ثلث الرحمه وطويت صفحاتها مرفوعة لرب السماء معها أسماء الفائزين بها، مخلفة أسماء من خسروها، لتقبل أيام المغفرة والثلث الثاني من أيام مباركه ستنقضي كغيرها، وتشرق ليلة القدر بأيام العتق من النيران للفوز بالفردوس والجنان وولوج باب الريان والشرب شربة لا يظمأ بعدها أحد من يد نبي الرحمة عليه افضل سلام وأتم تسليم.
الأيام والليال تمتضي متسارعة ويمضي معها عمر إنسان مصيره الموت والفناء، إنسان يقطع بيده تذكرة المغادرة من مطار هذه الدنيا يختار بإرادته تذكرة الجنان بصوم الجوارح والصدقة وقراءة القرآن، أم تذكرة المخلدين في النيران المتمسكين بحب الدنيا أسرى للشهوات والمعاصي.
ستمضي الأيام وكما قلنا :أهلا رمضان، سنقول :وداعاً يا شهر الرحمة والغفران.