تكلفة شراء الوقت. بقلم لورنس عواد
لا زلنا في بداية الأزمة ونظراً إلى الرؤية المحدودة نجد جميع القرارت هي قرارت لحظيه تؤخذ لأول مرة وعلى الرغم من أن التدهور يطال كافة الشرائح الاردنية ،فالحجر المنزلي لن يمنع انتشار الفيروس، لكنه يساعد في توزيع عدد الحالات على فترة زمنية أطول، ما يجعله مهما بالنسبة لتوزيع الموارد الصحية وتقديم الرعاية الطبية لمن يحتاجون إليها، إلا أن الاغلبية من الاردنيين ملتزمين بالقرارت مقدمين الوطن ومصلحته على اي شيء ، مع انه يعيش أكثر من ثلثي سكان الوطن الأصليين في مستنقع الفقر لا تحت خط الفقر فحسب .
فقد اتفق جميع الخبراء على أنه “سيكون من الصعب إعادة إحياء نمو البلاد، ضمن الصعوبات العالمية ، فكيف للاقتصاد الأردني أن يفر من هذه المعادلة؟ وبنفس النهج الاقتصادي الذي اوصلنا الى مانحن فيه اصلا قبل هذه الجائحة .فقد يكون هناك حاجة من وجهة نظري لهدم العامود وإعادة صبه من جديد وليس ترميمه وهذا لن يؤدي إلى زيادة الكلفة وخسارة الوقت الذي نبحث عنه وعن طرق شرائه في هذه الجائحة فيكفي قرار واحد ويبنى على نتائجه نجاح امة وبقاء وطن .
فيكفي الإقتطاع من اثرياء الوطن الذين يملكون عشرات الملايين فأكثر الربع من أموالهم فأساس ثروتهم هو الوطن واهله وهذا ثمن شراء الوقت من قبل الحكومة حتى ايجاد علاج او لقاح ليحافظوا على بقاء ثرواتهم التي ستبقى لهم ان بقي الوطن فاليوم الكل يردد: “اللهم نفسي” او”أنا ومن بعدي الطوفان ” والنفس هنا الوطن كما ان بعدي هي وطن فلا نجاة اليوم بلا نجاة الوطن .
إن المشكلة ستبقى مستعصية على الوطن وعلى بشرائحة واغنيائه هم الاكثر خساره والاكثر عرضه لفقدان اكثر مما يتوقعون اذا استمر الوضع على ما هو عليه ، بسياسة شراء وقت نجهل مدته وبفريق حكومي اقرب الى ما يكون نشطاء سوشال ميديا من رجال ازمة او قادة فريق فالحمد لله على وجود المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات ولن نقارن الوضع بعدم وجوده لا سمح الله . ويبقى المواطن هو اغلى ما يملك الوطن ، فكلنا يدرك ان الاردن اساسه ورأس ماله المواطن فهل يدرك اهل الاقتصاد والريادة واصحاب الفكر في ادارة الحكومة هذه المعادلة .
وبنظره سريعه على تلك الهفوات التي وقعت بها الحكومة فإن الإخفاق الذي ظهر في آداء الحكومة سيكون أكثر خطراً في آثاره من هزيمة عسكرية، ذلك أن فجوة عدم الثقة في عمل الحكومة خارج ملف المنظومة الصحية مرشحة للتزايد، كما أن الثقة في قدرة الحكومة على تقديم الرعاية الإجتماعية المطلوبة للناس هي أيضا مرشحة لتراجع سريع مما سيوقع المواطن من هاوية العوز الى هاوية الجوع ، والأهم ربما هي اتساع الفجوة بين الحكومة التي تدعي الشراكة في قيم سياسية موحَّدة؛ فما قيمة تلك القيم إذا لم تنعكس في أوقات الكارثة؟ بغياب صورة واضحه للمنظومة الاجتماعية المهترئة ، نجد ان النجاح الاكبر لما تحقق هو نجاح للوطن بمواطنيه لا بحكومته. فيكف سنتحمل الوضع القائم وكم نملك لشراء الوقت لبقاء هذا الوضع حتى ايجاد علاج او لقاح دون ان نفقد وطن ؟ سؤال بحاجة الى رجل وطن للإجابة عليه . فالظروف الاستثنائية بحاجة الى عمل استثنائي يقوده رجل استثنائي بفريق وطني همة الوصول الى بر الامان من خلال ممر آمن .