المهندس علي ابوصعيليك يكتب: فلسطين قضية الشرفاء المركزية
في السنوات الاخيرة اتجهت بوصلة التطبيع مع الكيان الصهيوني نحو الانتاج التلفزيوني وبلغت ذروة سذاجتها هذا العام خصوصا مع جلوس الناس في بيوتهم بسبب حظر التجول لمنع انتشار الكورونا وكانت سذاجة هذه المحاولة انها عملت على شق الصف الشعبي العربي والذي يقف موقفا موحدا من قضيته المركزية وهي احتلال فلسطين من الكيان الصهيوني وشاءت الأقدار ان يتم استخدام نجم الكوميديا السعودي ناصر القصبي للقيام بالمهمة الساذجة وما تبع ذلك عندما كشف لنا الاستاذ الفلسطيني ناصر النابلسي قصته في التعليم مع زملاءه من المدرسين الفلسطينيين في المملكة العربية السعودية وما قام به من دور ادبي وتربوي في حماية الطالب قاسم القصبي من الاساءات ويحفظ قاسم المعروف ويسمي ابنه على اسم الاستاذ وتدور الأيام ويظهر ان قاسم لم يعطي الاسم لم يستحق فكان ناصر هو (خاذل) لوالده وأستاذ والده وأجداده.
كما قدمت كل مدن وقرى فلسطين زهرة شبابها كشهداء في طريق التحرير وروت دمائهم الزكية أرض فلسطين الطاهرة فإن فلسطين قدمت أيضا زهرة شبابها في سبيل تطور الدول العربية خصوصا والبشرية جمعاء فلا يمكن أن تجد بلدا عربيا ولا حتى اجنبيا يخلوا من عائلة من القدس و صفد و بيسان و بئر السبع و عكا و نابلس و بيت لحم و طولكرم و قلقليه و رام الله و اللد و الرملة و حيفا و يافا و أريحا و الخليل و عسقلان وغزة و رفح و جنين و الناصرة و طبريا و خان يونس و ام الفحم والنقب وقد قدموا زهرة شبابهم في مجالات عديدة قد يكون التعليم ونشأة الأجيال من ابرزها ولكن مساهماتهم ايضا بارزة للعيان في العمارة الهندسية والعلوم الطبية والاقتصاد ويتواجد الفلسطيني ايضا في الحياة السياسية في العديد من البلدان التي اخذ جنسيتها.
قد لا يعلم هذا (الخاذل) أن أرض فلسطين التاريخية ارض كنعان هي أرض مباركة باركها الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات قال تعالى {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} وقد ارتبطت بأنبياء الله سبحانه وتعالى فقد عاش فيها فترة من الزمن ابو الأنبياء ابراهيم عليه السلام ومعه زوجته هاجر وأنجبت نبي الله اسماعيل وهاجرا لاحقا الى مكة المكرمة وأيضا في فلسطين أنجبت سارة زوج ابراهيم نبي الله اسحق ومن ثم ابنه يعقوب الذي عاش في فلسطين ارض كنعان ورزق بابنه بنيامين وعاش فيها أبناؤه الأحد عشر ومنهم يوسف عليه السلام، وعاش فيها ايضا سيدنا لوط و داوود و سليمان و زكريا ويحيى و عيسى عليهم صلوات الله وسلامه.
في فلسطين المباركة توجد كنيسة القيامة والمسجد الأقصى وكنيسة المهد وقصر هشام بن عبد الملك ودير قرنطل ومسجد قبة الصخرة والمسجد الإبراهيميّ ومقام النبيّ موسى عليه السلام وكنيسة البشارة وضريح الباب وعين العذراء والبحر الميت ودير القديس هيلاريون والمسرح الروماني والمسجد العمري، ليس هذا فحسب بل يوجد فيه الشرف الذي قد لا يستطيع هذا (الخاذل) لدينة وأمته ان يشعر به.
لقد تنقلت بين العديد من الدول والحضارات بسبب طبيعة العمل ومن اقصى الشرق حيث اليابان وهناك حدثني طبيب اسنان عن فلسطين وانه يرفض احتلال اليهود لها وهذا ما حدثتني به فاطمة بائعة السمك في مدغشقر وتكرر الموقف في كوريا الجنوبية والصين وفيتنام، بل اني اذكر جيدا التجار ذوي الاصول التتاريه في اسواق مدينة اوديسا الاوكرانية وحديثهم عن غدر اليهود الذين هاجر الكثير منهم من حواري اوديسا بحثا عن فرصة حياة افضل وليس بحثا عن وطن بلا هوية وهي حقيقة راسخة تؤكدها الاحداث يوميا حيث ان هذا الكيان المصطنع الذي سيزول لا محالة لازال ورغم مرور اكثر من اثنان وسبعون عاما غير قادر على الاندماج في المنطقة لأنه ليس منها وليس هذا (الخاذل) إلا سقطة سبقه اليها البعض وقد يظهر غيره ويسقط وفلسطين قضية الشرفاء المركزية ليست قضيته، وتبقى الحقيقة التي يدركها كبار هذا الكيان (اقصد كبار بالعمر فقط لأنه لا يوجد فيه كبار بالبصيرة) والحقيقة هي انكم إلى زوال لا محالة وهذا يقين يولد مع كل طفل فلسطيني ولد في فلسطين او حتى في فنزويلا.