يسرا ابوعنيز تكتب: حرائق الصيف والكورونا

يسرا ابوعنيز – لم تشفع ارتفاع درجات الحرارة يوم امس الجمعة، والتي وصلت ذروتها في المملكة، وبخاصة في منطقة حلاوة بمحافظة عجلون، وهي منطقة شفاغورية، كما لم تشفع ايام شهر رمضان المبارك، والناس صيام.

وكذلك لم تشفع الحالة التي نعيشها، منذ الثلث الثاني من شهر اذار الماضي بسبب جائحة فيروس الكورونا، كما لم يشفع ذلك اليوم لكونه حظرا شاملا فرضته الحكومة بموجب أمر دفاع قبل ما يقارب الشهرين، وكذلك الأعباء، والجهود الكبيرة الملقاة على عاتق كوادر الدفاع المدني.

كل هذه الأمور لم تشفع لرجال الدفاع المدني، ولتخفف من العبء الملقى على عاتقهم، ليقوم شخص جبان بإشعال النيران ظهر أمس بأراضي مزروعة بالأشجار، وفيها أعشاب جافة، الأمر الذي أدى لحرق ما يقارب 500 دونم في منطقة حلاوة.

وليت الأمر اقتصر على الخسائر المادية فحسب، وليته اقتصر ايضاً على الجهود المبذولة من قبل الدفاع المدني، وتحملهم العناء في هذه الظروف الصعبة، والقاسية، سواء من حالة الطقس، او من حالات الكورونا، بل إن أحد العاملين في الدفاع المدني، وهو المرحوم الشاب قيس العودات كان الضحية لهذه التصرفات العنجهية.

وهذه ليست المرة الأولى التي يندلع فيها مثل هذا الحريق، وفي هذه المنطقة بالذات، حيث يتكرر هذا الأمر في كل عام وبنفس الظروف، ونفس المكان والزمان، مما يدل على أن هذا الفعل لم يكن وليد الصدفة، بل إن أيدي خفية تقف وراء هذا الفعل، دون مراعاة لصعوبة وطبيعة المنطقة الجغرافية، ووعورتها، بل عدم وجود طريق الى بعض المناطق التي تصلها النيران.

وقد اشتكى أحد مدراء الدفاع المدني، في محافظة عجلون، من تكرار هذا الأمر،في كل عام، والعبء الذي يقع على كوادر الدفاع المدني، والجهد المبذول والصعوبات التي يواجهونها نتيجة لوعورة المنطقة وعدم وجود الطرق للعديد من مناطق المحافظة، وبالذات في منطقة حلاوة.

غير أن الوضع في هذا العام كان مختلفا، وكانت الحرائق مختلفة أيضا وذلك لوجود اصابات بين كوادر الدفاع المدني، ممن ساهموا في اخماد الحريق الذي استمر لأكثر من ستة ساعات، اضافة لإستشهاد احد العاملين في المديرية، والذي دفع حياته ثمنا لإهمال بعض الأشخاص، بل وعدم احساسهم بالمسؤولية تجاه أي فعل قد يقدمون عليه، وعدم مراعاة ظروف رجال الدفاع المدني في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن.

ومن هنا فإن على الجهات ذات العلاقة، الحاق أقصى عقوبة باولئك الأشخاص الذين اقدموا على هذه الجريمة، بعد الوصول اليه لأخذ حق رجال الدفاع المدني من اصيبوا، وزميلهم الذي استشهد، من جهة،وليكونوا عبرة للآخرين لإيقاف مسلسل الحرائق في كل عام في هذه المنطقة من جهة أخرى.

كما أن في معاقبة من أقدموا، ويقدموا في كل عام على اشعال مثل هذه الحرائق،تقدير لجهود رجال الدفاع المدني، ومراعاة لوضعهم في مثل هذه الظروف، وهذه المناطق الوعرة، اضافة لعودة الطمأنينة لسكان المنطقة والذين باتت مثل هذه الحرائق تؤرقهم، وتقلق راحتهم.

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى