مهدي عامل .. شهيد الفكر
بقلم : شاكر فريد حسن
كان يهيئ وقته لإنجاز الفصل الأخير من كتابه ” نقد الفكر اليومي ” بأمل إصداره في نهاية العام نفسه، فجاء اغتياله في الثامن عشر من أيار العام 1987 قبل أن يكمله ويحتفي بمنجزه الفكري.
اغتالوه لأنهم فزعوا منه، وخافوا يراعه، وضاقوا بتدفق فكره المضيء، بالمعرفة يكشف جهلهم، وبنضاله الجريء يقف واضحًا ضد الدولة الطائفية والامبريالية والصهيونية والتبعية.
مفكر عظيم، ومثقف عضوي ونقدي شجاع، وفكر ينمو كفضاء لا ينغلق بنيويًا ولا يسير خطيًا بل يعيش تاريخه كحلزونة ترسم فضاءها وتخرج منها.
شاعرًا ومفكرًا مستنيرًا ومناضلًا من أجل الحرية والتغيير الثوري، ومن أجلهما رحل.
ربط بين النظرية والممارسة الفكرية، وبرز حضوره كمحاور واسع الأفق، خصب التفكير، عميق الثقافة والمعرفة والاطلاع، متماسك المنطق، أصغى إليه الكثيرون لما تميزت به حواراته وطروحاته ومناقشاته بالوضوح والبساطة والمنطق وثراء التناول.
هذا هو شهيد الفكر الشاعر والمفكر والمناضل اللبناني حسن حمدان المعروف بمهدي عامل، الذي كافح و مارس فعلًا مقاومًا واشتهر بمقولته ” لست مهزومًا ما دمتَ تقاوم “.
إنه الخالد بإرثه الفكري النقدي، الحاضر بإشراقته رغم غيابه.