* سرقات منظمة ومقوننة لأراضي الفلسطينيين وللمياه في المنطقة
عبدالحميد الهمشري – كما ذكرت في حلقة سابقة فإن سلطات الاحتلال الصهيوني تطلق على المقاومين الفلسطينيين لقب المخربين والإرهابيين وتسم نضالهم بالإرهاب ، في أكبر كذبة تقودها عصابات مدعومة من قوى الإرهاب العالمي خاصة أمريكا وبريطانيا ، وهي وفي سبيل تمرير كذبها تمعن في النيل من أصحاب الأرض بسن قوانين إلى جانب تلك التي ورثتها عن بريطانيا المجرمة بحق الشعب الفلسطيني لكي تشرعن افتراءاتها ، لتخدع به العالم الغربي الحاقد على كل ما هو عربي ومسلم ، تشرعنه من خلال كنيستها ومحكمها العليا التي قضاتها يحكمون وفق ما ترسمه سلطات الاحتلال ، لأنها جزء من توليفة تقلب الحقائق خدمة لعنصريتها اليهودية التي ترى في أبناء جلدتها وفق ما ينص عليها تلمودهم أنهم الأرقى على البشرية جمعاء .
القوانين الصادرة من هذا القبيل تربو عن الـ 100 قانون ، تحارب الشعب الفلسطيني المقاوم بموجبها ، بأساليب عنصرية عديدة ، منها الاعتقال والتصفية الجسدية في الميدان دون النظر للجنس وسن من يجري اعتقالهم وتصفيتهم لدرجة أن هناك أطفالاً كثيرين تعرضوا للاعتقال والقتل دون وازع من ضمير ، وهدم بيوت أسر المقاومين ومصادرة أملاك الغائبين لتوزعها على المستقدمين الجدد من الخارج أو هدايا لقادتها من عسكريين وسياسيين ، وطالت مؤخراً مخصصات أسر الشهداء والمعتقلين ومن تسببت بإعاقاتهم .. إلى جانب إصدارها أحكام على أية مقاومة لاحتلالها بالإرهاب لدرجة أن الانتفاضة الثانية التي كانت انطلاقتها تعبيراً جماعياً فلسطينياً ضد استفزازات ارييل شارون وبطانته وتعرضها بالتدنيس للأماكن الإسلامية المقدسة في فلسطين وتنمية الاستيطان على حساب أراضي الفلسطينيين .. وهذا يمثل في حقيقته استعماراً جماعياً وضماً مباشراً لجزء شاسع من الأراضي الفلسطينية لسلطات الاحتلال يُحوِّل تصرفها هذا التجمعات الفلسطينية لكونتونات يسهل السيطرة عليها والتحكم بسكانها الفلسطينيين وبمستقبلهم المنظور على ثرى وطنهم الوطني المقدس لإجبار الفلسطينيين للتخلي عن كل آمالهم في العودة وحق تقرير المصير وحسم موضوع القدس والخليل والأغوار والحدود ،
ولهذا فإن كل قوانينها وتنمرها الهدف من ورائه تثبيت سرقاتها للفلسطينيين والتي تتمثل في الاستيلاء المباشر على الأراضي التي يمتلكها الفلسطينيون، واستخدام “الأمن القومي” كذريعة للقفز من نسبة 10% من “الملكية اليهودية المشروعة” إلى 85% ومن ثم الـ 100% ، بغض النظر عن الوقائع القانونية. وما يجعل هذه السرقة فريدة من نوعها تركزّها على أراضي الفلسطينيين في الجليل لاوالنقب والمثلث والضفة الغربية غير تلك التي منجتها بريطانيا لليهود .. وعلى ذلك جرى ذبح الفلسطينيين من حضر وبدو وريفيين لإنشاء الدولة “اليهودية”.والأهم سرقة المياه فبعد تحويل مياه مجرى نهر الأردن إلى صحراء النقب جرى تمديد خطوط أنبوبية طويلة جدًا تنتهك وتستنزف طبقات المياه الجوفية في فلسطين ودول الطوق العربية.