سامية مراشدة تكتب: ماذا بعد الكرونا وفنجان القهوة ؟
سامية مراشدة – سمعنا كثيراً بأن فيروس كورونا سيغير معالم العالم وستختفي معها بعض العادات ليس فقط العربية وايضا الغربية ،لكن ما أحوجنا إلى أن نتطلع إلى ثقافات وعادات الشعوب القابلة للتغيير علما بان هناك عادات تتشابه بحد كبير ما بين الشعوب ، الجميع يسعى الى ذلك لكن حينما نعود الى الماضي قد نجد المتعة في العودة والسبب أننا اعتدنا على عنصر المجاملة أكثر ،فيحنما يرتبط الاحتفال الزواج بالحضور الأكبر كان يشكل ظاهرة احتفالية مثلى كعنصر الهيبة والتفاخر ويعتبر عند البعض بأنه حدث كبير على صعيد العائلي والعشائري ،وكذلك مناسبات العزاء والأمر الذي يشكل الأهتمام الذي يصب بالمراسم اكثر من الاهتمام بالعريس أو المتوفي ،وهذا ما شكل لنا بعض المظاهر التي ارهقتنا ماديا ، بينما كان باب رزق عند الغير فحينما نختصر تلك المظاهر نجد أن هناك ممن كانوا يعتاشوا على مناسبات الافراح والاتراح ، من قاعات وفنادق ومطربين الشعبيين واصحاب الصيوانات والعازفين والفرق الزفة وايضا حتى المطاعم والحلويات الصالونات التجميل ، عدا عن ذلك فعندما يأتي كرونا ليضع حد لتلك العادات وتذهب الى زمن الذكريات لنجد انفسنا وضعنا تحت واقع جديد يغلق فيه ابواب الرزق لدى البعض لتكتمل علينا ازمة البطالة وتزداد .
السؤال الذي يطرح هل فعلا هي كرونا التي صعنت العادات الجديدة أم نحن بحجة هذا الفايروس سنرسم عادات يطبقها الأجيال القادمة بعيد عن عاداتنا القديمة ونضع فاصل ما بين الاجيال كنوع من تغيير الفكر والثقافة لتقلل من ارتباط المجتمعي والعشائري ، وأن حتى المراسم التي ترتبط باسم العريس أو المتوفي ستكون هامشية لا تعني شيء بالنسبة للجميع او حتى المناسبة كلها لم تعد لها اي اهتمام لدى البعض .
عاداتنا كانت جزء من ارتباطنا بالسراء والضراء ،بل كانت مصدر كنا نعتقد أنه فرصه للتعبير عن قيمنا وأخلاقنا بالذات روح الفزعة والتجمع الذي يضم كل الاصدقاء والعشيرة والجيران بل كان الهاجس الذي يحرص عليه الجميع هو مبدأ المراضاة وتقبل الدعوة والحضور الذي لا يقبله اي عذر ، والشيء المشترك فيها هو الفنجان القهوة ،ذلك الذي كان موجود في المناسبات جميعها وكان باسم الفنجان القهوة يلتم حوله العشائر وكانت تقام بجوده الصلحات والجاهات وغيرها وكان ومازال فنجان القهوة رمز من رموز الكرم والطيب واخذ القرارات التي تتعلق بالقضايا العشائرية،وهل سنغير عادة الفنجان قهوة بكل سهولة ؟
المجتمع الاردني تقبل بروح رياضية تلك التغيرات في العادات الاضطرارية في فترة الحظر ،لكن كطبيعتنا وتنشأتنا ونحن نميل الى العادات القديمة التي نعتبرها اساس في بنيان قيمنا واخلاقنا وأن مبدأ الأساسي في التغيير هو القبول الجميع بتلك العادات الجديدة .
نحن فعلا في اختبار التغيير واذا اردنا ان نغير من عاداتنا لابد ان نغير ما بأنفسنا أولا ونغير ثقافة تقديم فنجان القهوة وسدر المنسف وصحن الكنافة مثلما حاولنا ان نغير ثقافة اطلاق العيارات النارية ، لكن هذا التغيير سيأتي بتدخل القانون أم كورونا أم احوالنا المادية ؟ الجواب نجده قريبا في سلوكياتنا التي ستحدد ثقافتنا الجديده
سامية المراشدة