شريحة بيل غيتس للتحكم في البشر…هل هي الخطر القادم على العالم؟
لعل آخر ما كان العالم يحتاجه -والقارة السمراء تحديدا- هو المزيد من الإشاعات التي تعيق السيطرة على جائحة كورونا العالمية، سيما مع تصريح منظمة الصحة العالمية الجمعة بأن “النهاية لم تأت بعد”.
وكانت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس قالت “لم ينته (وباء فيروس كورونا المستجد) بعد، ولن ينتهي حتى اللحظة التي لا يكون فيها الفيروس موجودا في أي مكان في العالم”.
ولطالما حذر العلماء ومسؤولو الصحة من خطورة الإشاعات، لأنها تشكك الناس في خطورة فيروس كورونا، مما يدفعهم لإهمال قواعد التباعد الاجتماعي، كما تجعلهم لا يتبعون تعليمات وزارات الصحة بدعوى وجود “مؤامرة” تحاك للبشرية مثل “شريحة بيل غيتس”.
الإشاعات التي سنتناولها اليوم انتشرت في أفريقيا، وأظهرت نتائج دراسة أجرتها منظمة “أنقذوا الأطفال” العالمية استنادا إلى آلاف المقابلات مع أشخاص في عدة بلدان أفريقية؛ أن الإشاعات والأخبار الزائفة تتغلغل في أوساط السكان الذين يخافون من تهديد من النادر أن ينظر إليه على أنه وباء.
فيديو بيل غيتس
وتؤكد النتائج التي تناولتها صحيفة “الباييس” الإسبانية في مقال خاص أن المعلومات غير الصحيحة أو نقص البيانات حول موضوع ما تشجع على نشر الأخبار الزائفة والإشاعات حوله.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في بداية أزمة كورونا نشر حاكم العاصمة الكينية نيروبي مايك سونكو مقطع فيديو -وتمت مشاركته بشكل واسع- لبيل غيتس، مؤسس مايكروسوفت، يتحدث فيه عن الأمراض الناشئة.
وحسب المسؤول الكيني -الذي وزع على بعض مواطنيه زجاجات مشروب الكونياك الكحولي قائلا إنه يحمي من فيروس كورونا- فإن غيتس كان يعرف منذ عام 2015 بتفشي فيروس كورونا.
وتوضح الصحيفة أن غيتس في الفيديو المشار إليه كان يردد فقط نتائج الأبحاث التي أجراها مئات العلماء منذ سنوات عن انتقال الفيروسات من الحيوانات إلى البشر، مثل فيروس سارس والإيدز.
وأشارت الصحيفة إلى أن قصة حاكم نيروبي تظهر أهمية الدور الذي تلعبه الشخصيات العامة المحلية في نشر الأخبار الزائفة والمضللة في مناطق مختلفة من العالم، وفقا لمختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي التابع لمجلس أتلانتيك، الذي يدرس ظاهرة الأخبار الزائفة على الصعيد العالمي.
زرع شريحة
وقالت الصحيفة إن الملايين ممن شاهدوا فيديو بيل غيتس وهو يتحدث عن الفيروسات مالوا إلى الاقتناع بنظرية مفادها أن الرجل يريد التحكم في البشر بزرع شريحة في أجسامهم أو باستخدام الوشم الرقمي. كما يعتقدون أن غيتس حصل بالفعل منذ سنوات على براءة اختراع لعلاج الفيروس الذي أطلقه هو نفسه.
وتعليقا على ذلك، قالت زارين خارازيان -من مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي التابع لمجلس أتلانتيك- إن هذا النوع من المعلومات ينتقل بشكل عام عندما يضخمها أحد المشاهير، أو حتى بعض وسائل الإعلام التقليدية.
كما ساقت الصحيفة نموذجا آخر من نيجيريا، حيث شارك وزير الطيران السابق فيمي فاني كايودي -الذي يحظى بمتابعة كبيرة بين المسيحيين في جنوب البلاد- العديد من المنشورات التي تدّعي أن بيل غيتس جزء من النخبة السرية القوية التي تريد السيطرة على العالم من خلال كورونا وتكنولوجيا 5جي.
كما أوردت قصة رئيس مدغشقر أندري راجولينا الذي قال في 26 مارس/آذار الماضي إن بلاده “اكتشفت” علاجا ضد فيروس كورونا، وهو عبارة عن مشروب مستخلص من الأعشاب.
وفي تنزانيا، حث الرئيس جان ماغوفولي مواطنيه على الوقاية من فيروس كورونا باستعمال الحمامات البخارية، وهي عبارة عن كبائن صغيرة أقيمت في الشوارع، وقال إن ابنه شفي من الفيروس باستنشاق بخار بالليمون والزنجبيل.
كورونا في أفريقيا
حتى اليوم السبت، تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في أفريقيا 180 ألفا، والوفيات 4950، وذلك وفقا لموقع “ورلد ميتر”.
وكان الاتحاد الأفريقي تعهد الخميس الماضي بتدريب مئة ألف من العاملين في مجال الصحة، وحشد مليون شخص من العاملين في مجال خدمة المجتمع لتسريع اختبارات فيروس كورونا والتوسع فيها في أنحاء القارة.
ودشنت المراكز الأفريقية للسيطرة على الأمراض شراكة لتسريع اختبارات فيروس كورونا مع عدة حكومات ومؤسسات تجارية من أجل توسيع القدرات في أنحاء أفريقيا، وتنسيق الجهود مع الدول.
وقال مدير المراكز الأفريقية للسيطرة على الأمراض جون نكينجاسونج “نحن في حاجة إلى زيادة فحوصنا بشكل سريع للغاية لتصل إلى ما بين 10 و20 مليون فحص لنسبق منحنى الإصابات. هذه دعوة للعمل، بمعني أننا لا بد أن نحشد الجميع”.
وطرح نكينجاسونج مبادرة جديدة وهي “الشراكة لزيادة الفحوص في أفريقيا”، والتي تهدف إلى زيادة الفحوص في أنحاء القارة.
وأضاف أنه تم إجراء 3.4 ملايين فحص حتى الآن في أفريقيا، بواقع 1700 فحص لكل مليون شخص، مقارنة بنحو 37 ألف فحص لكل مليون شخص في إيطاليا، وثلاثين ألف فحص لكل مليون في بريطانيا.
وحتى مع الإمدادات المقدمة من المراكز الأفريقية ومصادر أخرى، يقول معهد توني بلير للتغير العالمي إن هناك فجوة بنحو 25 مليون فحص للوصول إلى معدل الفحوص في أوروبا.