يسرا ابو عنيز تكتب: الوطن للجميع
يسرا ابوعنيز – نعم الوطن للجميع،فهو ليس لي وحدي، كما أنه ليس لك وحدك، وليس لفلان او لعلان دون آخر، لأن هذا الوطن فعلا للجميع، ولكل أبناء الأردن، دون استثناء.
نعم الوطن للجميع،وبما انه يحتضننا، ونعيش في كنفه،ونتنعم بخيراته،وننتمي له، فيجب علينا ان نبادله الحب بحب، ونبادله العشق بعشق، وان نكون أكثر تقربا وانتماء خاصة في الظروف الصعبة،وكذلك الظروف الخاصة التي نمر بها في هذه الأيام.
نعم الوطن للجميع، وابناء الأردن الذين تقطعت بهم السبل،بسبب جائحة فيروس الكورونا، وهم خارج وطنهم من حقهم العودة للوطن، لكونهم لا يملكون ما يساعدهم على ذلك، بل ومن واجبنا حكومة وافراد أن نساعد في هذا الأمر.
نعم الوطن للجميع، ومن حق أبناء الأردن، ممن يدرسون في الخارج ان يعودوا لوطنهم، ولأهلهم بما أن الحياة قد توقفت، والجامعات علقت دوامها في مختلف دول العالم، والوطن الأم هو من يحتضن ابنائه، ويخفف ألامهم.
نعم الوطن للجميع، ومن حق أبناء الأردن ممن يعملون في الخارج أيضا أن يعودوا للوطن، لأن هؤلاء تغربوا من أجل لقمة العيش، بعد أن فقدوا الأمل بالحصول على فرصة عمل في الوطن، وبسبب الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن بشكل خاص، والعالم بشكل عام فمن حقهم العودة للوطن.
نعم الوطن للجميع، ومن حق أبناء الأردن ممن كانوا خارج المملكة في مهمات رسمية وغير رسمية، وممن كانوا يمثلون المملكة في اي نشاط، وفي اي دولة من دول العالم، تسهيل عودتهم للمملكة، ولعائلاتهم، ولعل ما حصل مع زميلنا في الاذاعة الأردنية الدكتور عبد السلام الزيودي، لمثال حي على هذا الوضع، بعد أن احتجزته هذه الجائحة في دولة الامارات العربية المتحدة لفترة طويلة، حتى تم حجز تذكرة عودة له بعد طول غياب عن وطنه، وأسرته.
نعم الوطن للجميع، وكلنا مدعوون للوقوف بجانب ابناء الوطن، سواء ممن فقدوا عملهم، او من لا يجدون قوت يومهم، وكذلك ممن لا يستطيعون حجز تذكرة عودة للوطن، حتى وإن تكفلت الدولة بذلك، لنعيد التكافل الإجتماعي في مجتمعنا من جديد، ولنكون يدا واحدة في هذا الوطن.
نعم الوطن للجميع، نبنيه بهمتنا العالية،ونعود أقوى من قبل،وننهض به من جديد،شيبا وشبابا، رجالا ونساء، وذلك بعد أن فعلت ما فعلته جائحة فيروس الكورونا في كل المجتمعات، وما خلفته من دمار كزلزال قوي قلب الموازين في كافة أنحاء المعمورة.