الطويسي :إقامة مهرجان جرش بأعداد محدودة أو بلا جمهور
قال وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي، إن الوزارة ستبدأ بتنفيذ الخطة الوطنية للتربية الإعلامية والمعلوماتية خلال شهر، أي قبل بدء العام الدراسي
وأوضح الطويسي في حوار، أن الخطة ستعمل على بناء قدرات وتدريب 3 آلاف معلم في وزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلى إشراك 30 ألف شاب وشابة في برامج تدريبية متخصصة في التربية الإعلامية والمعلوماتية
وأكد الطويسي أن الخطة ستعمل على حماية المجتمع من أضرار وسائل الإعلام، وستحصنه ثقافيا ومعرفيا وتوعويا؛ للتقليل من مساحات استخدام القوانين الصارمة التي تحد من حرية التعبير
من ناحية أخرى، بيّن الطويسي أن الوزارة تعمل على مأسسة مسابقة “موهبتي من بيتي” بحيث تطبق كل عام في شهر 3 وتستمر لمدة 10 أسابيع تصبح جزءا من برامج الثقافة الثابتة، بالإضافة إلى إطلاق خطة لرعاية الموهوبين وتدريبهم وبناء قدراتهم
وحول المهرجانات الثقافية، قال الطويسي إن مهرجانات الوزارة ومن ضمنها “مهرجان جرش” ستقام، لكن مع مراعاة الوضع الوبائي وتعليمات وزارة الصحة ولجنة الأوبئة، مضيفا أن خيار البث الرقمي وارد على جميع الأحوال وهو خيار مضمون وسنتمسك به
وأشار الطويسي إلى أن الوزارة وضعت خطة وطنية ثقافية لمئوية الدولة الأردنية، وسترفعها مطلع الشهر القادم إلى مجلس الوزراء
وتاليا نص الحوار:
ر: ما هي محاور الخطة الوطنية للتربية الإعلامية والمعلوماتية؟
** النظام التعليمي في المدارس
الطويسي: المحور الأول في الخطة الوطنية للتربية الإعلامية والمعلوماتية؛ هو النظام التعليمي في المدارس، حيث سنتعاون مع وزارة التربية والتعليم في إدخال مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية ومهاراتها على المناهج الدراسية لصفوف الثامن والتاسع والعاشر
وسنعمل مع وزارة التربية على تطوير أداء الإذاعات المدرسية وبناء قدرات المعلمين، وتهدف الخطة إلى بناء قدرات وتدريب 3 آلاف معلم على مدى الـ4 سنوات
وتستهدف الخطة الأنشطة الطلابية من الصف السادس إلى الثاني ثانوي، وسيتم تطوير أدلة تدريبية خاصة بالأنشطة حتى تكون مملوءة بالمهارات والمفاهيم التي نريد أن نوصلها للطلبة
وسنتعاون مع الجهات الخبيرة الوطنية والدولية؛ كمعهد الإعلام الأدرني ومنظمة اليونسكو، لتدريب المعلمين وتأهيلهم لتدريس منهج الخطة، وسيتاح المجال لخريجي العلوم الإنسانية والاجتماعية والآداب وتكنولوجيا المعلومات للتدريس في المدارس
** النظام التعليمي في الجامعات
وتستهدف الخطة الجامعات الحكومية والخاصة من خلال بناء قدرات مجموعة من أعضاء هيئة التدريس، ووضع مساق في التربية الإعلامية ضمن متطلبات الجامعة، لإتاحة الفرصة لكافة الطلبة أن يتلقوا المفاهيم والمهارات الأساسية في التربية الإعلامية
وسنعمل على تأسيس مجموعة من الأندية الطلابية متخصصة في التربية الإعلامية بالتعاون مع الجامعات؛ لتنظيم سلسلة من الأنشطة والبرامج التفاعلية مع الطلبة والمجتمعات المحلية للجامعات ولنشر الوعي بالتربية الإعلامية
وتتضمن الخطة دعم إنشاء برامج دراسية في التربية الإعلامية والمعلوماتية، وسنتعاون مع إحدى الجامعات الأردنية الرسمية لإنشاء برنامج في الدراسات العليا بدرجة الماجستير
** الهيئات الشبابية والثقافية
وسنتعاون مع وزارة الشباب في تدريب أعداد كبيرة من الشباب في المراكز الأردنية المنتشرة في كافة أنحاء المملكة، ونطمح للوصول إلى 30 ألف شاب وشابة للمشاركة في برامج تدريبية متخصصة في التربية الإعلامية والمعلوماتية
وتتضمن الخطة إنشاء عدد من مراكز التميُّز أو وحدات التميز الخاصة بإنتاج المحتوى الإعلامي والمعلوماتي في مراكز الشباب، وسيتم تقييم ومتابعة أداء المراكز والشباب، واختيار عدد منهم لإنشاء وحدات إنتاج المحتوى الإعلامي والمعلوماتي
كما ستستهدف الخطة نحو 40 هيئة ثقافية لتدريب المنتسبين لها واخراطهم في عملية التعلم والتعليم وبناء القدرات
** المجتمع المدني والمجال العام
وستستهدف الخطة المنظمات الأهلية والمجتمع المدني، من خلال تقديم 10 منح سنويا للمنظمات المبتكرة والمبدعة في مجال التربية الإعلامية
وستطلق الوزارة بوابة إلكترونية خاصة في التربية الإعلامية والمعلوماتية في الأردن، سنضع عليها كافة المواد والمحتوى الخاص بالتربية الإعلامية، وسننتج عددا من البرامج التدريبية المصورة للمنصة، للاستفادة منها خلال فترة التعلم عن بعد، وعدد من الدروس والدورات التدريبية ستكون جاهزة خلال شهر
: كيف ستعمل “الخطة” على حماية وتمكين المجتمع؟
الطويسي: ننظر إلى التربية الإعلامية على أنها حماية للمجتمع من أضرار وسائل الإعلام، وبالتالي نحن نحصن المجتمع ثقافيا ومعرفيا وتوعويا ونقلل مساحات استخدام القوانين للحد من حرية التعبير، بمعنى أننا لو حصنا المجتمع وأصبح أكثر وعيا ومعرفة فنحن لسنا بحاجة لتغليظ العقوبات واستخدام القوانين لكي نحد من حرية التعبير
أما تميكن المجتمع، فالتربية الإعلامية تتيح المجال واسعا لتمكين المجتمع، من خلال توفير أدوات رقمية جديدة للشباب وللأجيال القادمة، للمساهمة في التنمية وتحديث المجتمع، كما أنها تتيح فرصا هائلة للشباب في التعبير وابتكار وإيجاد فرص عمل وتطوير نماذج أعمال جديدة مختلفة عن الرؤية التقليدية السائدة
: هل ستساهم “الخطة” في عملية التحول الرقمي المؤسسي؟
الطويسي: الخطة ستساهم في عملية التحول الرقمي على مستوى المجتمع بشكل عام، وعلى الرغم من أن الخطة تركز على المحتوى أكثر من الجانب التقني، إلا أنه وبالتأكيد معرفة المحتوى الذي يبث عبر المنصات الرقمية سيساهم بشكل كبير في إكساب معرفة جديدة بالجانب الرقمي وسيساهم في مزيد من التحول الرقمي
: كيف ستتعامل الوزارة مع المواهب المكتشفة من خلال مسابقة “موهبتي من بيتي”، وهل ستستمر المسابقة؟
الطويسي: جاءت مسابقة موهبتي من بيتي ضمن حزمة التكيف الثقافي التي أطلقتها وزارة الثقافة آذار الماضي ضمن الجهود الوطنية في مكافحة فيروس كورونا
وانطلقت الفكرة من حاجة الأسرة الأردنية لخلق حالة ثقافية داخلها، لكي تقلل من حدة التباعد الاجتماعي والعزلة والشعور السلبي لدى البعض
حجم التفاعل مع المسابقة هائلا، ووصلت المشاركات إلى 96 ألف شاب وشابة، فاز منهم 916 شخص، وهذا رقم كبير ويحملنا مسؤولية كبيرة، فكيف نتعامل مع هؤلاء وأين كنا عنهم في السابق؟
وحسب لجان التحكيم، هناك مواهب مدهشة وإن وجدت لهم فرص حقيقية لتطوير مواهبهم، سيساهمون بشكل كبير في مستقبل الفنون والثقافة في الأردن، وهم من سيشكل هذا المستقبل
وبدأنا بوضع خطة لرعاية الموهوبين وسنطلقها خلال الأسابيع القادمة، وتشتمل الخطة على تدريبهم وبناء قدراتهم، ونسعى إلى مأسسة المسابقة بحيث تطبق كل عام في شهر آذار وتستمر 10 أسابيع كما حصل هذا العام وتصبح جزء من برامج الثقافة الثابتة
ما مصير مهرجان جرش؟
الطويسي: مهرجانات وزارة الثقافة ومن ضمنها مهرجان جرش ستقام من حيث المبدأ، لكن مع مراعاة الوضع الوبائي وتعليمات وزارة الصحة ولجنة الأوبئة
واللجان في الوزراة تعمل كأن المهرجانات ستنفذ، وبكل الأحوال إذا تحسنت الحالة الوبائية أو على الأقل استمرت كما هي، لدينا خيارات متعددة، منها إقامة المهرجانات بأعداد محدودة وضمن دليل الإجراءات الصحية عالية الصرامة، أو إذا تطورت الحالة الوبائية ستقام المهرجانات بلا جمهور
نحن بحاجة إلى أن ندعم هذا القطاع وأن يستمر بتزويد المجتمع بمنتجات ثقافية جديدة، بغض النظر عن وسيلة تقديمها للجمهور، وخيار البث الرقمي وارد على جميع الأحوال وهو خيار مضمون وسنتمسك به
ما هو الفعل الثقافي الملموس للوزارة في المحافظات؟
الطويسي: الحالة الثقافية في المحافظات الاردنية أقل من الطموح ونحن بحاجة إلى تطويرها والعمل عليها، ولا تزال البنية التحتية الثقافية في المحافظات أقل من المطلوب على الرغم من وجود عدد من المراكز الثقافية في عدد من المحافظات
خطة الوزارة متجهة لاستكمال البنية التحتية في المحافظات، بحيث يكون هناك في كل محافظة مركز ثقافي كبير، يتوفر فيه مسارح وقاعات عروض مطلوبة
ومن البرامج التي ستطلقها الوزارة قريبا؛ مشروع “مدن الفنون والإبداع”، الذي يستهدف إنشاء 11 مركزا لتدريب الفنون المجاني في المحافظات الأردنية، ومنها 3 مراكز في اللمسات الأخيرة، سنعلن عنها قريبا في كل من إربد والزرقاء والكرك، كما سنفتتح خلال شهر، 3 مراكز تشتمل على قاعات تدريبية للموسيقا والفنون التشكيلية المختلفة حسب حاجة كل محافظة
وسنشجع الحركة الثقافية لأبناء المحافظات سواء بالنشر والتأليف والمسرح، ونطمح أن ندعم فرق الفلوكلور الشعبي ونعيد مأسستها بشكلها الصحيح، وسنحاول إعادة تطوير وبناء هذه الفرق وجمع التراث الموجود في المجتمعات وتحويله إلى منتج ثقافي وفني يساهم في التنمية بشكل عام
ما مصير خطط التبادل الثقافي لعام 2020؟
الطويسي: لدينا كل عام خطط اتصال دولية، لكن ظروف جائحة كورونا حالت دون تنفيذ البرامج لهذا العام، وسترحل إلى العام القادم
هل وضعت الوزارة خطة من أجل الاحتفال بمئوية الدولة الأردنية؟
الطويسي: شكلت الوزارة لجنة لوضع خطة وطنية ثقافية لمئوية الدولة الأردنية وهي في اللمسات الأخيرة، وسنرفعها مطلع الشهر القادم إلى مجلس الوزراء