بلال حسن التل يكتب : الانتخابات النيابية استكمالاً للإنتصار
بلال حسن التل- أما وقد عادت الحياة في بلدنا إلى طبيعتها المعتادة بنسبه عالية جدا , قياسا إلى ماكانت عليه قبل جائحة كورونا, التي أثبت الأردن في أسابيعها الأولى أنه أقوى من الأزمات, عندما قدم نموذجاً يحتذى عالمياً بالتعامل معها, بفضل قيادة جلالة الملك للأزمة ودخول قواتنا المسلحة على خط ضبط الإيقاع الوطني, بما تتصف به من حرفية وإنضباط من جهة ومن ثقة الأردنيين بها, وإطمانانهم إليها من جهة ثانية, مما رسم لوحة وطنية مشرفة. صار من حق الأردنيين الحفاظ عليها بأن يروا في مجلس نوابهم من يشبههم ويمثلهم, وقبل ذلك يرتقي إلى مستوى رؤى قائدهم والقدرة على ترجمة أفكاره إلى واقع.
لكل ماتقدم, نعتقد انه لم يعد هناك سبباً جوهرياً يحول دون إجراء الانتخابات النيابية, لفرز مجلس نواب يليق بهذا الأداء الرائع, خاصة وأن مجلس النواب الحالي كان هو الغائب الأكبر خلال الازمة, لولا بعض السقطات من بعض أعضائه, مما ذكرنا بوجودهم الذي صار ثقيلاً على صدور الأردنيين.
كثيرة هي الأسباب التي توجب إجراء الانتخابات النيابية, فبالإضافة إلى الخلاص من ثقل المجلس الحالي على صدور الأردنيين, فإن إجراء انتخابات نيابية خلال هذا العام يضفي مزيداً من السمعة والبهاء على صورة الأردن كدولة راسخة وقوية تحترم دستورها ومؤسساتها, مما يمكن توظيفه اقتصادياً بجذب استثمارات اقتصادية تبحث عن بيئة مستقرة آمنة متوفرة في الأردن, الذي انتصر على جائحة كورونا وهو انتصاراٌ يرسخه إجراء انتخابات نيابية تتوج هذا الانتصار.
سبب آخر من الأسباب التي تدعو إلى إجراء الانتخابات, هو أنها ستكون مدخلاً من مداخل إنعاش الحركة الاقتصادية, من خلال الإنفاق على الحملات الانتخابية مما سينعكس إيجابياً على قطاعات كثيرة.
أما التخوف من انتشار فيروس كورونا فهو تخوف ساقط عملياً, فعندما نسمح بإستئناف العمل في القطاع العام وقبل ذلك في معظم منشاءات القطاع الخاص, وفي المطاعم، وعندما نسمح بعودة وسائل النقل العام للعمل, كل ذلك يسقط مقولة التخوف من إجراء الانتخابات النيابية لأن ضبط الحركة خلال أيام الحملات الانتخابية, وخلال يوم الاقتراع أسهل بكثير جداً من ضبطها في كل ماذكر أعلاه, فمن الممكن تحديد عدد المشاركين في كل لقاء أنتخابي مع اشتراط التباعد الجسدي, وتحميل المرشح مسؤولية مخالفة الشروط التي يتم وضعها.
أما تنظيم الأمر في يوم الاقتراع فهو أمر في غاية السهولة, من خلال زيادة مراكز الاقتراع وصناديقه، ومن خلال فرض التباعد الجسدي بواسطة رجال الأمن, فإذا كنا نوفر هذه الخدمة للبنوك والمخابز, فإن من الأولى أن نوفرها يوم الاقتراع لنرسم صورة بهية للأردن ونكرس انتصاره على جائحة كورونا بإنجاز وطني ديمقراطي.