يسرا ابوعنيز تكتب: في بيتنا توجيهي
يسرا ابوعنيز – في بيتنا توجيهي،وفي بيتنا حالة طوارئ طيلة عام كامل، وقد يزيد الوضع عن عام، يمنع فيه الهمس، وتلغى جميع الواجبات الإجتماعية، ويتم منع الزيارات وشرب فناجين القهوة الصباحية، بل والمسائية أيضا، حتى ينتهي كابوس امتحان الثانوية العامة ( التوجيهي) في البيت.
نعم هذا هو الحال بالنسبة للعائلات الأردنية، التي وصل أحد الأبناء فيها الى مرحلة التوجيهي، والتي يتقدم أحد أفرادها لامتحانات الثانوية العامة، ليتحول المنزل لثكنة عسكرية لمراقبة أوضاعه الدراسية، ومدى الإلتزام بهذه الدراسة.
في بيتنا توجيهي، والذي نراهن على نجاحه في هذا العام، بعد أن خسر العام الدراسي في بدايته بسبب اضراب المعلمين والمعلمات، لأكثر من شهر كامل خلال الفصل الدراسي الأول، وايضا الفصل الدراسي الثاني بسبب جائحة فيروس الكورونا، وما نتج عنه من اغلاق للمدارس والمراكز الثقافية، وتعليق الدوام للطلبة.
في بيتنا توجيهي، رغم الظروف التي مر ويمر بها الطلبة، ورغم غياب الدوام في المدارس الحكومية، والخاصة، وعدم وجود مراكز ثقافية ليتمكن طلبتنا من متابعة دروسهم كالمعتاد، ومراجعتها، غير أن الظروف الصعبة أجبرتهم على الاستمرار في هذا العام الدراسي الصعب.
في بيتنا توجيهي، دون الانتظام بالدوام المدرسي،وشرح المعلم، ومراجعة المنهاج، ودون اللجوء للمراكز الثقافية، او الإستعانة بها بالنسبة للغالبية العظمى من الطلبة، توجيهي بلا اية مقومات الا من رحم ربي، ومن تمكن من دراسة المنهاج دون مساعدة.
في بيتنا توجيهي، وهو عام لا يشبه السنوات السابقة لطلبة الثانوية العامة، بكل المقاييس، وبكل الظروف، ولعل من يتخطاه كمن تجاوز البحر دون أن يغرق، بعد أن انتظره الطلبة ليقرر مصيرهم حتى وإن كانت البطالة هي ما ينتظرهم.
في بيتنا توجيهي، وهنا فإن الحكومة مطالبة باخد الظروف الصعبة، والتي مر ويمر بها العالم بعين الاعتبار، بدءا من اضراب المعلمين محليا، ومرورا بنظام الفصل الواحد للامتحان، والماسح الضوئي في الامتحان، وحتى جائحة فيروس الكورونا وما نتج عنها من اغلاق للمدارس والمراكز الثقافية.
مع مراعاة للفوارق، والقدرات بين الطلبة،وسرعة البديهة خاصة أن طريقة الماسح الضوئي حديثة بالنسبة للطلبة، في الامتحانات، والتي قد تحتاج مزيدا من الوقت حتى نكون في الاتجاه الصحيح، بحيث لا نظلم الطلبة اكثر من الظلم الذي تعرضوا له منذ بداية العام الدراسي، وتنتهي الأمور على خير.