يسرا ابو عنيز تكتب : البتراء الأثرية والكورونا
يسرا ابوعنيز- مدينة البتراء الأثرية، تلك المدينة الوردية، والواقعة جنوب المملكة، والتي تم اختبارها في الثامن من تموز من العام2007 كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة، والتي يصادف اليوم ذكرى اختيارها، وحصولها على هذا اللقب، حرمتها الكورونا من الاحتفال بهذه المناسبة، كما حرمتها من زوارها منذ أكثر من أربعة أشهر.
ومدينة البتراء، مدينة سياحية بإمتياز بناها العرب الأنباط، بل نحتوها بالصخر، ولتكون بذلك من أجمل المدن الأثرية، والسياحية في العالم، ولتستحق هذا اللقب بجدارة كما هي المواقع الأثرية الأخرى التي كانت من عجائب الدنيا السبع الجديدة.
ولعل مدينة البتراء الأردنية والفائزة بهذا اللقب، لا تقل قيمتها التاريخية، وجمال مواقعها الأثرية عن نظيراتها من عجائب الدنيا السبع الجديدة، مثل سور الصين العظيم في الصين، وتاج محل في الهند، وغيرها من المواقع الفائزة بهذا اللقب.
غير أن مدينة البتراء، المدينة الرائعة الجمال التي فقدت رونقها في ذكرى اختيارها، ليس لشيء، وإنما لغياب زوارها الذين كانوا يشاركون سنويا في مثل هذا اليوم، ويأتون من مختلف مناطق المعمورة، وذلك بسبب جائحة فيروس الكورونا، الذي يجتاح العالم بأكمله.
كما أن مدينة البتراء الوردية، والتي يقترب عدد زوارها من مختلف دول العالم الى مليون زائر، ينجذب اليها السائح لجمالها وطبيعة بناء معالمها السياحية، كالسيق، والخزنة، والمحكمة، وغيرها من المعالم الأخرى.
احتفالات مدينة البتراء لهذا العام ، كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة، أضيئت فيها الشموع، بحضور عدد من سكان المدينة، على أمل أن تنتهي هذه الجائحة وتعود الحياة من جديد في أركان هذه المدينة الأثرية، ويعود زوارها اليها، ليستمتعوا بجمالها، ولتختفي صدى الأصوات من مرافقها المختلفة بسبب غياب السياح الإجباري.
مدينة البتراء الأثرية، كما هي المواقع الأثرية، والسياحية الأخرى، ليس في الأردن فحسب، بل في معظم دول العالم، فاتحة ذراعيها لإستقبال زوارها، وذلك بعد أن طال الغياب، على أمل أن تنتهي هذه الجائحة وتعود الحياة لطبيعتها، وتعود الحركة السياحية نشيطة كما كانت من قبل.
وهذه المدينة، والتي مضى على اختيارها كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة، ثلاثة عشر عاما، من حقها أن تفتخر بنفسها، ليقام بها احتفالات تليق بها،وتليق بهذا البلد، وبسكان تلك المدينة،غير أن في القلب غصة،وذلك بعد أن فعلت الكورونا ما فعلت في مختلف دول العالم، وأنستنا حتى الفرح، والسرور.
غير أن الأمل يحذونا،وذلك بأن يعود الوضع لطبيعته مهما طال الغياب،سواء في البتراء، او في مختلف دول العالم، ونحتفل بمدينتنا الأثرية في العام المقبل بمشيئة الله، احتفال مهيب يليق بها، وبمكانتها التاريخية، والاثرية، وباللقب الذي حصلت عليه كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة، وبأن يؤمها السياح من مختلف دول العالم.