يسرا ابوعنيز تكتب: الموت في زمن الكورونا
يسرا ابوعنيز -في البداية،اقولها بألم وحزن، وعيوني تذرف دمعها، عزائي للغالية سهير بشناق، والتي فقدت والدتها يوم امس الجمعة، فقدتها في زمن الكورونا، وكلنا يعلم ماذا يعني أن تفقد عزيزا، فكيف اذا كان هذا العزيز هو الأم، وفي هذه الظروف الصعبة.
نعم بالأمس فقدت سهير والدتها، والتي غيبها الموت عن عالمنا، في زمن الكورونا حيث أن الموت في هذه الظروف يزداد صعوبة على أهل الميت، أكثر من أي وقت مضى، رغم أن الموت واحد، غير أن الظروف مختلفة،بسبب جائحة فيروس الكورونا.
والعزيزة سهير بشناق، والتي اعتادت على فقد الاعزاء،وذلك منذ كنا طلبة على مقاعد الدراسة في قسم الإعلام في كلية الآداب بجامعة اليرموك ( أصبح هذا القسم فيما بعد كلية للإعلام في الجامعة ذاتها)، ومن ثم بعد التخرج حين فقدت والدها، وشقيقها الشاب، معروفة بإحساسها المرهف، وتعلقها بوالدتها رحمها الله.
وكذلك فإن سهير بشناق لمن لا يعرفها، إنسانة خلوقه لدرجة يصعب وصفها، ومواقعها،ومحبه للجميع، وتعاملها راقي مع الجميع، وذات حس وذوق أدبي معروف وواضح من خلال مقالاتها الأسبوعية في صحيفة الرأي اليومية حيث تعمل منذ أكثر من عشرين عاما.
كما أن لسهير بشناق اهتمامات أدبية واضحة، وكذلك فإنها مدافعة من الطراز الأول عن حقوق الإنسان، وبالذات الأطفال، والمرأة، وقد زاد عملها في تغطية هذه المجالات من اهتمامها، وقد يكون لحبها وتعلقها بوالدتها رحمها الله الدور الكبير في ذلك.
والموت في زمن الكورونا، يزيد الوجع والألم لدى أهل الميت، لغياب الكثير من الأهل والأحبة عن بيوت العزاء، والتي غابت هي الأخرى، وتغيب من قواميسنا هذه الأيام، وذلك بسبب هذه الجائحة، والتي غيرت الكثير من العادات في المجتمعات، ومنها المجتمع الأردني.
كما أن الموت في زمن الكورونا، قد يحرم الشخص الفاقد لعزيز من رؤية فقيده، ووداعه، والقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، فكيف سيغيب عن عينه فقيده دون أن يودعه، ودون أن يحتضنه حتى ولو كان ميتا، لأنه يحتضنه للمرة الأخيرة ليضع قبلة أخيرة ايضاً على جبينه كلها ألم وحسرة على الفراق.
وعزاؤنا للغالية سهير بشناق، أنها تستطيع أن تودع فقيدتها،وتقبلها، وتحتضنها،وذلك بعد أن خفت الاجراءات الوقائية المتبعة بسبب جائحة الكورونا، حتى وإن كان الفراق صعب،والألم والحسرة يعتصران قلبها الحنون، وأن الفقيدة هي الأم، التي لا يستطيع أحد أن يحل مكانها أيا كان، كما أنها تجرعت من الحزن الكثير الكثير.
رحم الله والدتك عزيزتي سهير بشناق، ورحم الله والداتنا، ورحم الله امواتتنا جميعا، وجميع أموات المسلمين، وعظم الله اجركم يا غالية.