م.علي فريح ابوصعيليك يكتب:ما لهذا خلقنا !
م.علي فريح ابوصعيليك- في لقاء تلفزيوني مؤخرا، خرج علينا أحد “مشايخ الفضائيات” بكلام غريب لا يمت لدين الإسلام بصلة عندما قال “العرب عندما جاءهم الإسلام جعل فكرهم أنهم أساتذة العالم” وأضاف “بعض الناس يريدنا أن نصنع الطائرات والسيارات، ثم ننافس أميركا وأوروبا، ما لهذا خلقنا، لأن الله لما خلقنا شعوبا وقبائل جعل منا أصحاب فكر وهداه، وهم العرب، وجعل من الأخرين تلامذة يهتدون بهدانا وعليهم العمل فيحصل التكامل ما بين فكرنا وعملهم فيعمر الكون بشكل عام، ولذلك ربنا سبحانه وتعالى ذكر في القرأن الكريم عندما قال: ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات، فنحن امة الهداية نعمل للموعود فيأتي المشهود” وختم ” لا نقول هذا من باب الإدعاء أو الفوقيه، بل هو من باب ترتيب الأشياء”.
لم تكن تلك كلمات عابره أو تصريح مجزوء ويحتاج للتوضيح من احد المشايخ الذين إعتادوا الظهور الإعلامي، فقد إستمعت للقاء كاملا غير منقوصا وكان حديثه واضحا مباشرا ولا يتحاج تفسيرات وهذا الحديث سبقه العديد من التصريحات المتناقضة والتي عاد لاحقا لكي يحاول تجميل ما قاله من كلام لا يمت لدين الإسلام بصلة ولم يكن هو الوحيد من “مشايخ الفضائيات” الذين يخرجون علينا بين الحين والأخر بكلام من عقولهم لا أساس له في الدين لا نصا ولا حتى قياسا، فالنصوص في دين الإسلام التي تدعوا للعمل واضحة ومباشرة وموجهة لجميع الملسمين وليس لغير العربي فقط كما يدعي “فضيلته”، قال تعالى {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} وقال الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام {لأن يأخذ أحدكم أحبله ثم ياتي الجبل، فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها، فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه} وفيما يتعلق بأن العرب هم اهل الهداية والقيادة وغيرهم عليه العمل والصناعه كما أدعى فإن التاريخ يقول عكس ذلك فقد تشارك العرب وغيرهم من القوميات بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى والعمل والإختراعات أيضا ولا نحتاج هنا لسرد الأسماء ولا يوجد أي نص في القرأن الكريم أو في السنة النبوية يعطي ميزات لعربي على غيره إلا بالتقوى {لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى}
ومنذ أن ظهرت القنوات الفضائية وما تقدمه من أموال في برامج التوك-شو وغيرها وظهرت معها العديد من الأمور الحديثة المواكبة للتطور الإلكتروني ومنها وجود الدعوة الإسلامية في هذه الفضائيات ورافق ذلك ظهور العديد من الدعاة بعضهم قدم الفائدة وكان أمينا في رسالته ولم يتاجر في الدين وبعضهم الأخر وصل به الحال أن يعمل دعايات لبعض الماركات وأصناف الدجاج وربط اكل نوع من الدجاج بالهدايه والخشوع وكان يدعوا عند الكعبة لمن يعمل لايك أو متابعة لصفحتة على مواقع التواصل، وهكذا فإن الأمر لا يزيد عن كونه مصدر رزق لهم والأيام كفيلة بتوضيح كل شيء والقنوات الفضائية تبحث أساسا عن المشاهد لأنه مصدر رزقها ولا يمكن لقناة فضائية أن تستمر بدون وجود مشاهدين ولذلك فإن إستخدام بعض “المشايخ” المثيرين للجدل هو مصدر رزق لهم بغض النظر عن المحتوى بل إن المثير للجدل منهم هو ما يجلب المتابعين أكثر.
وفي الختام لا يصح إلا الصحيح وما ردة الفعل الشعبية المستنكرة لما تحدث به “فضيلته” إلا دليل على وجود وعي عند شريحه كبيره من المجتمع ترفض المتاجرة بالدين من أجل التكسب المادي، وتؤكد أن العربي والعجمي وغيرهم حالهم واحد أمام الخالق والعبادة والعمل عليهم جميعا وفقا لنصوص شرعية عديدة كما تمت الإشارة، ولغة المنطق التي يحاول أن يظهر بها ويتكسب من خلالها شعبية زائفة لن تستمر كثيرا.