يسرا ابوعنيز تكتب :الغاء الدور التنافسي ماذا بعد؟
يسرا ابوعنيز – مع اعلان رئيس ديوان الخدمة المدنية، سامح الناصر، يوم الثلاثاء الماضي، نية الديوان الغاء الدور التنافسي للمتقدمين للوظائف من خلاله،اعتباراً من العام الحالي، وذلك لإلغاء ثقافة الانتظار بين المتقدمين للديوان،والذين يأملون الحصول على وظيفة، بعد تخرجهم من الجامعات، فماذا بعد هذا القرار؟وما هو الهدف من هذا القرار، وما هو مصير الطلبات للمتقدمين للوظائف الحكومية، من خلال ديوان الخدمة المدنية؟.
اعلان رئيس الديوان هذا، وبحسب الناصر يقضي بالغاء الدور التنافسي للمتقدمين بواقع 10 بالمئة سنويا، مع التوجه للإعلان المفتوح عن الوظائف من خلال المسابقات،وذلك لإتاحة المنافسة بين الجميع، مع الاستمرار بالتعيينات حسب الدور بنسبة 90 بالمئة.
هذا القرار الذي اتخذه ديوان الخدمة المدنية،يرى بعض الأشخاص أنه قد جاء في وقت غير مناسب، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها المواطن الأردني، كجزء من دول العالم، والتي تعاني من آثار جائحة فيروس الكورونا، بينما يرى آخرون من المواطنين المتقدمين بطلبات توظيف لدى الديوان، بأن هذا القرار لا يعنيهم كونهم انتظروا لفترات طويلة دون جدوى،كما أن بعضهم لو انتظر وظائف الحكومة لمات جوعا.
غير أن هناك من يرى في الغاء الدور التنافسي، في ديوان الخدمة المدنية، حتى ولو كان التعيين لنسبة بسيطة، عن طريق الإعلان المفتوح، فإن هذه الوظائف الحكومية ستكون حكرا على أشخاص معينين، وقد تخلو من الشفافية، غير أنهم اعتادوا على ضياع حقوقهم في الوظائف الحكومية منذ فترة طويلة، حتى بوجود الترتيب التنافسي والذي لا يتحرك منذ فترة ليست ببسيطة، حيث مضى على طلباتهم أكثر من عشر سنوات، وبعضهم زاد عن ذلك.
كما أن مبررات الغاء الدور التنافسي، كما يرى رئيس ديوان الخدمة المدنية، اعتماد الكثير من مقدمي الطلبات لدى الديوان على الوظيفة الحكومية، وانتظارها والتي قد يطول انتظارها،وذلك بسبب محدودية الوظائف الحكومية، وعدم قدرتها على توفير الوظائف لجميع المتقدمين بطلبات التوظيف.
غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، اذا كانت الحكومة غير قادرة على تأمين الوظائف الحكومية، فمن سيؤمنها لهم اذا؟ ولماذا تم استحداث ديوان الخدمة المدنية، وما الهدف من انشائه، ومن هي الجهة المسؤولة عن توفير الوظائف للمواطن الأردني؟ وبخاصة في المناطق التي لا يوجد فيها مشاريع خاصة، وشركات تتبع للقطاع الخاص، فماذا سيفعل مثل هؤلاء؟. وكل
كما أن الأشخاص ممن تقدموا بطلبات توظيف لدى ديوان الخدمة المدنية،ولم يحصلوا على حقهم في التوظيف، سواء في القطاع الخاص،او في الحكومة، فمن اين سيحصل هؤلاء الأشخاص على الخبرة؟ خاصة أنهم لم يسبق لهم العمل في أي مكان، ولا في أي قطاع، كما أنهم لا يستطيعون السفر للعمل في الخارج، في حال توفر فرص العمل المناسبة لهم، لعدم وجود الخبرة الكافية.
الجهات الحكومية، والخاصة ايضاً، مطالبة بتوفير فرص العمل المناسبة للخريجين في المملكة،حتى وإن مرت فترة طويلة على تخرجهم، وعدم الغاء الدور التنافسي للمتقدمين للوظائف الحكومية ايضاً،واستحداث وظائف لمختلف التخصصات، ووضع كل شخص حسب التخصصات في الوظائف الحكومية،وليس استبدال التخصصات عند التعيين بحملة التخصصات الأخرى، كما يجري مع حملة الشهادات الجامعية في تخصص الصحافة والاعلام ( تحرير،اذاعة وتلفزيون، والعلاقات العامة) واستبدالها بتخصصات أخرى، الأمر الذي جعل هذا التخصص مشبعا، بعد أن تداخلت معه الكثير من التخصصات، والا
فإن على الحكومة اغلاق الجامعات، حتى لا يزداد أعداد الخريجين.