الصحة تحذر من المضادات الحيوية وتبحث آليات بيعها
حذر مختصون في وزارة الصحة من استخدام المضادات الحيوية دون وصفة طبية، والاقتصار على استخدامها عند الحاجة فقط، موضحين أن الافراط في استخدام المضادات الحيوية يزيد من فرص ظهور البكتيريا المقاومة التي تشكل تهديدا متزايدا للصحة العامة في الأردن.
مديرة الصيدلة السريرية في وزارة الصحة الدكتورة زينا هلسة، قالت إن الوزارة تعمل على ترشيد وتنظيم استخدام المضادات الحيوية من خلال تشكيل لجنة وطنية مكونة من مختصين بالأوبئة وأطباء وصيادلة وأطباء بيطرين، من مختلف الجهات الصحية والجامعية في الأردن، لوضع خطة شاملة لترشيد استهلاك مضادات الميكروبات.
وأضافت لوكالة الأنباء الاردنية( بترا) إن اللجنة وضعت برتوكولات وسياسات علاجية خاصة باستخدام وصرف المضادات الحيوية، وسيتم تطبيقها في مستشفيات وزارة الصحة، وتشكيل لجان مصغرة للترشيد في جميع مستشفيات الوزارة استعدادا لتطبيق هذه البرتوكولات والسياسات العلاجية في الصيدليات. وأوضحت ان عملية تطبيق السياسات والبروتوكولات من مقدمي الخدمة، بدأت مع أطباء وصيادلة مستشفيات البشير والأمير حمزة والكرك الحكومي، مشيرة الى اننا بصدد ادخال خمس مستشفيات أخرى لتطبيق برامج الترشيد وفق أعلى المعايير الدولية والعلمية المعتمدة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والوكالة الامريكية للتنمية الدولية.
وذكرت هلسة ان منظمة الصحة العالمية دقت ناقوس الخطر ودعت الى ضرورة ترشيد استهلاك هذه الأدوية محذرة من ظهور أجيال بكتيرية مقاومة يصعب السيطرة عليها بعد سنوات وذلك بسبب الاستخدام غير الرشيد لهذه الأدوية. وبينت هلسة ان عمل لجنة الترشيد بدأ في منتصف عام 2019، حيث تم جمع معلومات حول كمية استهلاك بعض المستشفيات للمضادات الحيوية، ورغم جائحة كورونا استمرت المديرية بالعمل والتواصل مع الجهات الداعمة فنيا، وذلك لأهمية وأولوية الموضوع.
من جهتها اكدت ضابط ارتباط البرنامج الوطني للجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية الدكتورة الاء بن طريف، ان الاردن التزم بتنفيذ خطة العمل الوطنية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات وتشكيل لجنة وطنية بالشراكة مع مختلف القطاعات المعنية في المجال الصحي، بما في ذلك قطاعات الصحة البشرية والحيوانية، وتركيز الجهود الوطنية لتنفيذها ضمن محاورها الخمسة، وتشمل: رفع مستوى الوعي للمجتمع، وتعزيز الرصد على المستوى الوطني، وتحسين ممارسات ضبط العدوى على جميع مستويات الرعاية الصحية، وخدمات تربية الحيوانات والترويج للاستخدام الرشيد لمضادات الميكروبات والبحوث الداعمة التي ستسهل إعداد تدخلات ملائمة للسياق المحلي في الأردن.
فيما قالت مقررة لجنة الترشيد، الدكتورة لمى مساعدة إنه في الأيام القليلة القادمة سيتم تقييم المستشفيات التي ستنضم للبرنامج، مؤكدة على ان الدور الأكبر يقع على عاتق المواطن ووعي المجتمع في ترشيد الاستخدام الذي يقضي بعدم استخدام المضادات دون وصفة طبية وعند الحاجة.
وبينت ان الممارسات والثغرات في الفهم، والمفاهيم المغلوطة لدى المجتمع في استخدام هذه المضادات تسهم في ازدياد هذه الظاهرة التي تمثل واحدة من أكبر التحديات التي تواجه الصحة العمومية، موضحة ان التحديات التي تواجهنا حاليا كسوء الاستخدام وصلت إلى مستويات خطيرة في جميع أنحاء العالم.