يسرا ابوعنيز تكتب : ضحايا العيد
رادار العرب – يسرا ابوعنيز
نعم هن ضحايا العيد، تلك الشقيقات اللواتي لقين مصرعهن،يوم الجمعة الماضي، وفي أول أيام عيد الاضحى، بسلاح ناري، وذلك بعد أن أطلق شقيقهن النار على أحد اشقائه لخلافات بينهم، وذلك بحسب الرواية الرسمية.
وأيا كان السبب وراء اطلاق العيارات النارية، وقتل الشقيقات الثلاثة معا، وأيا كانت الخلافات التي دفعت الأخ لإطلاق النار وارداء شقيقاته قتيلات، وأيا كانت الظروف، والأسباب فإن المهم أن هؤلاء دفعن حياتهن ثمنا لذلك، وكن بحق ضحايا العيد.
وفي هذه الجريمة البشعة، والمفجعة حقا لقتل ثلاث شقيقات معا، ودفع هؤلاء الشقيقات حياتهن ثمنا لخلافات عائلية بين الأشقاء، قد لا يكون لهن علاقة بها، وكانت هؤلاء الشقيقات بالفعل ضحايا عيد الأضحى، بل إن هذه الجريمة جعلت هذا العيد أكثر دموية من الأعياد السابقة، رغم أنه عيد لذبح الأضاحي من الأغنام، والأبقار، والأبل.
وعيد الأضحى لهذا العام، لا يشبه الأعياد لكونه دمويا بمعنى الكلمة، فما بين مقتل الشقيقات الثلاثة في منطقة الشونة الجنوبية في محافظة البلقاء، وسط المملكة، ومقتل أحد الأخوة من الوافدين العرب على يد حدث، ووفاة أربعيني من ضحايا حادثة تسمم الشاورما الشهيرة في منطقة عين الباشا في محافظة البلقاء.
فما بين وفاة طفلين بحادث سير مروع في منطقة ناعور، بالعاصمة عمان،وبين وفاة اثنين من مرتبات الأمن العام، بعد تعرضهم لحادث دهس في منطقة شارع الأردن بالعاصمة عمان أيضا، أثناء تأدية واجبهم الرسمي، خلال اليومين الأول، والثاني من أيام العيد، زادت دموية هذا العيد، ليزيد شلال الدم، الذي بدأ بأضاحي العيد، ولم ينتهي بضحاياه من البشر.
كما نترحم أيضا على الأخ الوافد، والذي لقي مصرعه على يد أحد الأحداث،ونعزي أهله، وأنفسنا، وذلك بعد أن فقدنا سيطرتنا على أبنائنا، حتى أصبحنا نقتل ضيوفنا في عقر دارنا، ولا نحترم حق الضيف،الذي أجبرته ظروف الحياة لترك بلده بحثا عن لقمة العيش، كما هو الحال بالنسبة لمئات الألوف من أبنائنا المغتربين، والأدهى من ذلك أننا لم نعد فعلا نسيطر على أبنائنا حتى باتوا
يقدمون على جرائم القتل المميته، سواء بحق الأقارب، او الضيوف،ليكون بذلك من ضحايا هذا العيد.
نترحم على ضحايا العيد، بدءا من الشقيقات الثلاثة، وعائلاتهن، وعلى مرتبات الأمن العام، العين الساهرة في المملكة، وأطفال ناعور، ونتمنى السلامة لأولئك الذين لا زالوا على أسرة الشفاء من ضحايا حادثة التسمم الغذائي نتيجة تناولهم الشاورما، وحوادث السير والدهس.
وبالفعل فإن هذا العيد، لهذا العام، لا يشبه أعيادنا في الأردن، جرائم قتل بالجملة، وحوادث دهس مميته، وحوادث سير قاتلة، وحالات تسمم بالجملة، ووفيات بسبب التسمم الغذائي، وأزمة بين الحكومة ونقابة المعلمين،وأزمة الكورونا، ولا نعلم ماذا سيكون من مفاجآت فيما تبقى من أيامه.