د. مفضي المومني يكتب: سكروا هالطابق… !
د. مفضي المومني.- في قضية المعلمين والحكومة، إذا فاز أحدكم سيخسر الوطن، كتبت عن قضية المعلمين والحكومة بنعومة (واستهبال) مره أغفلت البعد السياسي للنقابة وهو البعد المرعب للدولة وخطها السياسي، ومرة أغفلت البعد القمعي للدولة في مواجهة النقابة بما هو مخفي، وحاولت أن ابسط الأمور نحو قضية مطلبية تحتاج لطاولة حوار بين الحكومة ومن يمثلها وبين النقابة التي تمثل المعلمين، وخطبنا خطب ناسك يبحث عن حل نوراني يرضي الطرفين، إلا أن الأمور ذهبت باتجاه التأزيم..! وظهر جليا أن الأمور ليست رمانه بل قلوب مليانه… ! ولا زلت على رأيي الذي يصب في مصلحة الوطن، والوطن نحن وهم وليس كما يعتقد كل طرف، المعلم ايقونة من زجاج يجب أن لا تخدش ولا تكسر، والحكومة إختلفنا أم أتفقنا معها، تبقى جهاز الدولة التنفيذي الذي يجب أن لا نحاول كسره أو الإستقواء عليه، وبين هذا وذاك لست مع شيطنة الآخر من أي طرف حكومة أو نقابة، هي معادلة نتاجها الوطن، فوز الحكومة على المعلم خسارة للوطن، وأستقواء المعلم على الحكومة والدولة خسارة للوطن، وحين تغيب الحكمة عن القرار هنا وهناك، ندخل في نفق مظلم، لا نعرف إلى أين سيوصلنا، ولكننا نعرف أن الخسارة حاضرة لا محالة، موضوع الحكومة والنقابة بحاجة لطرف ثالث ربما، والطرف الثالث ليس شخصية إعتبارية، بل حسن نوايا، وحس وطني، وعقلية المشاركة لا المعاركة… ! من الطرفين، لست مع كل ما حصل، لست مع أي إجراءات غير قانونية من أي طرف، أنا مع الوطن والوطن أنا وأنت، فهل يفهم صانع القرار ذلك؟ وهل نصحوا على قرار من صاحب الولاية (بتسكير الطابق)… ! التفاصيل لحينه موجعة وغير مريحة ولا تحمل بين طياتها إلا كل قبيح، لسنا نحن، وإذا بقي الموضوع بهذه الطريقة( كل واحد بيشد من جهته) لن نصل إلى حل، وسنفتح الأبواب للمتربصين ودعاة التأزيم ليلعبوا لعبتهم القذرة، من أجل نياشين وهمية تشعرهم بنشوة الإنتصار، وتترك الوطن بحالة إنكسار، دولة القانون هي الحل، وهذا لا يخص الحكومة فقط بل النقابة، نحن أمام أيام قد لا نستطيع بعدها الرجوع للمربع الأول، الوضع لا يحتمل مظاهرات واعتصامات وهروات واعتقالات… !، لا نريد عقلية التأزيم ولا عرفية الحكومة، لا تعيدونا لأيام لا نحب تذكرها من تاريخنا المخجل، (سكروا هالطابق) باالله عليكم ولا تجرونا معكم للمجهول،فبلدنا لا يحتمل تهور س أو عنطزة ص… حمى الله الأردن.