م.علي فريح ابوصعيليك يكتب: في ذكرى مجزرة مخيم تل الزعتر مازال المجرمون يمارسون القتل
م.علي فريح ابوصعيليك- يمضي عام ويأتي عام وتبقى مجزرة مخيم تل الزعتر ماثلة للعيان خصوصا أن من بقي حيا من مرتكبيها ومن ساعدهم وساندهم وأيدهم لازالوا في واجهة الاحداث في أعلى مناصب السلطة وإنتقلوا جميعهم من قتل اللاجىء الفلسطيني الأعزل إلى قتل مواطني بلادهم البسطاء وأخر الشواهد هو تفجير ميناء بيروت الذي قتل وشرد ألآف المدنيين من اللبنايين من سكان العاصمة بيروت في عهد ميشال عون وهو الذي إعترف بأنه من وضع خطة حصار مخيم تل الزعتر قبل إقتحامة لاحقا وتنفيذ المجزرة ويتزامن هذا مع مرور أكثر من تسعة سنوات من القتل اليومي في سوريا والذي يتم بقيادة إبن حافظ الأسد الذي حاصرت قواته مخيم تل الزعتر قبل إرتكاب تلك المجزرة البشعة.
في الثاني عشر من شهر أغسطس عام 1976 تمت إبادة مخيم تل الزعتر عن بكرة أبيه وإزالته عن الوجود تماما وقتل قرابة 4280 مدني من سكان المخيم، بعضهم قتل خلال فترة حصار المخيم التي نفذتها قوات حافظ الأسد والمليشيات المارونية اللبنانية لمدة وصلت إلى 52 يوم بدون السماح بدخول لقمة خبز أو كوب من الماء وقصف المخيم خلال فترة الحصار بقرابة 55 ألف قذيفة وشارك في تلك الجريمة البشعة تحالف حزب الكتائب والقوات اللبنانية بقيادة وليم حاوي ومن ثم بشير الجميل وإيلي حبيقه و وسمير جعجع (مجرم مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا) والنمور الأحرار بزعامة كميل شمعون وميليشيا جيش تحرير زغرتا بزعامة طوني فرنجيه، وميليشيا حراس الأرز وحركة الشبيبه، وتمت تلك المجزرة بتوافق ودعم أمريكي-صهيوني.
وبفاصل زمني يصل إلى 44 عام مازال نفس القتلة يتصدرون المشهد بدعم وغطاء غربي فرنسي وأمريكي وصهيوني ويتقلدون مناصب الحكم في لبنان، ففي عصر اليوم الرابع من شهر أغسطس عام 2020 عاد الإجرام من جديد وتم تفجير العاصمة بيروت من ميناءها في حادثة ستبقى خالدة كما هي إبادة أهالي مخيمات تل الزعتر وصبرا وشاتيلا والكرنتينا وجسر الباشا وغيرها من مجازر سبعينات وثمانيات القرن الماضي ولكن هذه المره قد تكون بداية جديدة لواقع جديد حيث خرج اللبنانيون إلى الشوارع وقد تجردوا من إنتماءهم لهذه العصبة من القتله وأعلنوا إنتماءهم لوطنهم لبنان وقد تجلت الصورة أمامهم بوضوح، فهتف الجميع ضد زمرة القتلة ونصبوا المشانق الرمزية للقيادات التي قتلت في الماضي الفلسطينيين وقتلت ولازالت تقتل يوميا المواطن اللبناني البسيط.
ماضي وحاضر مستمر بمنتهى درجات البشاعة ولكن الإنسان المؤمن لا ييأس {لا تقنطوا من رحمة الله} ولله سبحانه وتعالى حكمه من إستمرار هؤلاء الطغاة في طغيانهم { وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ } ومن يقرأ التاريخ القديم منه والحديث يجد أن العديد من الأمم نهضت بعد أن أصابتها أشد المصائب وفي اليابان مثلا بدأت النهضة بعد أن إنهارت البلاد من تفجيرات القنابل النوويه على هيروشيما وناغازاكي وأصبحت ألمانيا القوة الإقتصادية الأكبر في أوروبا بعد أن وصلت إلى الحضيض في نهاية الحرب العالمية الثانية أما أنظمة القهر فقد إنتهت النازية بكل جبروتها إما في السجون أو إنتحارا وكذلك الحال للعديد من الأنظمة المستبدة.
في ذكراهم الحية في قلوبنا وصلواتنا نسأل الله تعالى الرحمة لشهداء مخيم تل الزعتر والمخيمات الفلسطينية الذين قتلوا بدون ذنب وشردوا عن وطنهم فلسطين بالمجازر والقتل والظلم ولشهداء لبنان الرحمة واليقين دائما بالله سبحانه وتعالى أن ينتقم من الظالم وينصر المظلوم ولو بعد حين.