يسرى أبو عنيز تكتب: مسلسل حرائق عجلون من جديد
يسرى أبو عنيز – يبدو أن مسلسل الحرائق في محافظة عجلون شمال المملكة لم ينتهي بعد،رغم أنه توقف لفترة بسيطة ليعود هذه المرة أكثر قوة،حيث لم يقتصر على الأشجار المثمرة والحرجية والاعشاب الجافة والمحاصيل الزراعية فحسب بل طال الغابات والأشجار المعمرة والنادرة هذه المرة.
ولعل ما وقع يوم الخميس الماضي،واستمر لساعات ما بعد العصر ،وحرق مساحات واسعة من الغابات والأشجار المعمرة في المحافظة،حيث التهمت النيران مساحة تقدر ب1300دونم لدليل واضح على إستمرار هذا المسلسل.
وهذه النيران التي اشتعلت بغابات، وأشجار عجلون حرقت قلوبنا حزنا على هذا الوضع، قبل أن تحرق الأشجار، وتلتهم هذه المساحات،وتضيع كل الجهود في الحفاظ على الثروة الحرجية في المملكة.
وكنا نعتقد أن هذا المسلسل سينتهي،وذلك بعد وفاة أحد أفراد الدفاع المدني، أثناء إخماد أحد الحرائق المفتعلة ،والذي أتى على مئات الدونمات من الاشجار المثمرة ،والحرجية في منطقة
حلاوة في محافظة عجلون ،اضافة لإصابة عدد من زملائه بداية الصيف الحالي.
كما كنا نعتقد، أن إرتفاع درجات الحرارة خلال هذه الأيام أيضاً، ستحد من هذه الحرائق،غير أن هذا الأمر لم يتحقق،كما أن افتعال الحرائق في هذه المحافظة لم يتوقف،والذي نعتقد أن للتحطيب الجائر علاقة مباشرة بالأمر.
والمتتبع للأمر في محافظة عجلون يلاحظ أن الحرائق في هذه المحافظة الحرجية تتوالى في كل عام مع بداية فصل الصيف،لدرجة إرهاق كوادر الدفاع المدني،واستنزافهم وذلك بسبب كثرة هذه الحرائق من جهة،وللطبيعة الجغرافية للمحافظة،وعدم وجود الطرق لبعض المناطق من جهة أخرى.
ولعل ما حدث يومي أمس،وامس الأول،من جهود مضنية لرجال الدفاع المدني،في محاولة لإخماد الحريق في غابات عجلون،وانقاذ الأشجار الحرجية،وذلك في ظل الإرتفاع الشديد لدرجات الحرارة،حيث تجاوزت حاجز الأربعين درجة مئوية،ووعورة المنطقة،واستمرار عمليات الإطفاء لأكثر من 24 ساعة،لدليل واضح على المعاناة التي تواجه الدفاع المدني في إخماد مثل هذه الحرائق.
هذا الحريق، والذي افقدنا مساحة خضراء تقدر ب1300 دونم ،وامتد لمساحات واسعة من مناطق محافظة عجلون،واسنزف جهود اخوتنا في الدفاع المدني،وسلاح الجو بعد إستخدام طائرة لإخماد الحريق ،وذلك في هذه الظروف الجوية القاسية،هذا الحريق أشعل في ثانية واستنزفنا لإخماده،ترى كم سنحتاج لإعادة هذه المساحة خضراء كما كانت؟.