بلال حسن التل يكتب : عن عسكرة الدولة مر
بلال حسن التل- كنت قد كتبت اكثر من مرة, داعياً إلى عسكرة الدولة الأردنية, وهاهي جائحة كورونا تستفزني للكتابة من جديد, داعياً إلى عسكرة الدولة الأردنية, بمعنى أن تسري منظومة القيم وأسس العمل التي تحتكم اليها قواتنا المسلحة في كل مفاصل الدولة الأردنية والمجتمع الأردني، لنرتفع جميعا إلى مستوى اداء مؤسستنا العسكرية فقدحول أداء قواتنا المسلحة وقائدها الأعلى في مواجهة جائحة فيروس كورونا الأردن إلى نموذج عالمي يحتذي, في مواجهة الأزمات والتعامل معها, بشهادات دولية رفعت القبعات أحتراماً لما حققه الأردن, وعجزت عنه دول كانت تصنف بأنها عظمى.
نعم نجدد الدعوة لعسكرة الدولة الأردنية, ليرتفع اداء جميع مؤسسات الدولة الى مستوى اداء قواتنا المسلحة , من حيث مستوى الحرفية والاتقان في الاداء, وليصبح لكل وزارة ومؤسسة من مؤسساتنا خطط عمل واضحة ومحددة, مع امتلاكها لخطط بديلة وأخرى رديفة, لمواجهة الاحتمالات والمفاجاءات في سبيل تحقيق الاهداف المرسومة.
نجدد الدعوة لعسكرة الدولة, ليكون توظيف العلم والمعرفة والخبرة في خدمة الوطن, هو اداة العمل الرئيسة كما تفعل قواتنا المسلحة , حيث نعتز بأن منتسبيها هم من خريجي افضل الجامعات والاكاديميات, ومن الذين لا تنقطع صلتهم بالعلم والمعرفة بمجرد حصولهم على وظيفة, فميزة قواتنا المسلحة حرصها على التعليم المستمر لمنتسبيها, عبر الدورات والبعثات, واستمرار الصلة بالعلوم والمعارف, فمنتسبي قواتنا المسلحة هم من خريجي اعرق واعظم الجامعات على امتداد الكرة الأرضية, لكنهم امتلكوا المعادلة الذهبية فطوعوا العلوم والمعارفة لثقافتهم الاصيلة, ولم يسعوا إلى خلع مجتمعهم من سياقه التاريخي والحضاري وهذا هو التوطين الحقيقي للعلم والمعرفة..
ندعو لعسكرة الدولة الاردنية, لتكون مرجعياتها واحدة موحدة تضبط ايقاع كل اداء احترام شديد للتخصص والاختصاص والتراتبية.
ندعو لعسكرة الدولة الاردنية, ليكون في كل مؤسسة من مؤسساتها مواصفات ومقاييس وشروط, واضحة ومحددة يجب ان تتوفر في كل من ينتسب اليها, لا تحيد عنها قيد انملة, ويكون لكل وظيفة ومهمة وصفاً دقيقاً لها ولمن تناط به ويشغلها, كما هو الحال في قواتنا المسلحة .
ندعو لعسكرة الدولة الاردنية, ليصبح احترام التراتبية ثابتاً من ثواتب الاداء, ولتصبح الدقة في الاداء هي المقياس الذي نحتكم اليه فلا يظل مكاناً للمحسوبية والواسطة.
ندعو لعسكرة الدولة, لتصبح المراجعة والتقييم ثم المساءلة والمحاسبة, ثابتاً من ثوابت العمل في كل مؤسسات الدولة, كما هي في قواتنا المسلحة , مما لا يجوز الالتفاف عليه, ولتصبح حرفية الاداء هي المرجعية التي نحتكم اليها, فلا واسطة ولا محسوبية, وليصبح الثواب والعقاب ميزان ينصف المجيد ويقوم المهمل.
ندعو لعسكرة الدولة, لتصبح سرعة الاستجابة والعمل الميداني والابواب المفتوحة هي سمة المسؤولين في كل اجهزة الدولة, كما هي في قواتنا المسلحة , ولاغرابة في ذلك, فعسكرنا من مختلف الرتب والمرتبات هم ملح هذه الارض وحماتها, وهم قبل ذلك نبت تربتها الطاهرة, وثقافتها الاصيلية التي كشفت الحادثات ان ما سواها طارىء, مثلما ان ما سوى عسكرنا وادائهم عابر في زمن عابر.