يسرى أبو عنيز تكتب: كل شيء يحدث في زمن الكورونا
يسرا ابو عنيز – نعم كل شيء يحدث في زمن الكورونا،وهذت الوضع أكثر من خطير في هذا الزمن،لأن الأمور وصلت بالمواطنين إلى وضع لا يطاق،وذلك بعد أن فقد الكثير من أصحاب العمل عملهم،ومصدر رزقهم الوحيد.
نعم كل شيء يحدث في زمن الكورونا،ولعل أكبر مثال ما حدث يوم امس الأول الإثنين في جامعة الإسراء الخاصة،وذلك حينما أقدم أحد الطلبة على حرق نفسه في الحرم الجامعي،وهذا الأمر خطير جدا،كما أن مثل هذه الحادثه غريبة عن مجتمعنا الأردني ،ولم يحدث من قبل في مؤسسات التعليم العالي في المملكة.
لا نريد الخوض في الدوافع وراء هذه الحادثة،لأن صاحب العلاقة،والشخص الوحيد الذي سيتحدث عن حيثيات الموضوع، وعن هذه الفعلة هو الشاب العشريني ،والذي أقدم على حرق نفسه،وهو الآن في المستشفى
قيد العلاج،ولندعو له بالشفاء العاجل.
غير أن المؤكد،أن هناك أمر عظيم قد دفع بهذا الشاب،وهو في مقتبل العمر،الى هذا التصرف،كما أن المعلومات الأولية،والتي تناقلتها المواقع الإلكترونية ، تشير إلى أن الطالب هو أحد الطلبة الخريجين في تخصص
الهندسة في تلك الجامعة.
ولغرابة الحادثة، والتي لم يسبق أن وقعت في مؤسساتنا من قبل،فقد وصفت وزارة التعليم العالي ،والبحث العلمي بأنها ذات مؤشر خطير،لكون هذا الطالب قد أقدم على هذا الأمر ، بعد أن ضاقت الدنيا في عينيه،في ذلك الوقت.
وبما أننا قد وصلنا إلى هذه المرحلة،والى هذا الحال،فكل شيء متوقع في زمن هذه الجائحة،زمن فايروس الكورونا،حيث البطالة في أعلى نسبها بين الشباب،كما أنها بازدياد،وكذلك فإن بؤر الفقرتتسع في كل يوم،حتى بات شبابنا في حالة لا يحسدوا عليها،وأرباب الأسر بالكاد يجدون ما يسد رمقهم،ويسد بعض احتياجات أسرهم الرئيسية.
كل شيء يحدث في زمن الكورونا،فقبل أيام أقدم هذا الشاب العشريني على حرق نفسه في الحرم الجامعي،بسبب ظروفه الخاصة،ولا ندري ماذا ينتظرنا في هذا الزمن المجهول الذي،ولا نعرف أيضاً ماذا ينتظر أطفالنا الذين اجبرتهم الظروف الوبائية مرة أخرى للعودة للتعليم عن بعد،ولا نعلم أيضاً ماذا ينتظر تجارنا بعد أن تراجعت الحركة التجارية في الأسواق،ولا نعرف مصير الكثير من القطاعات،واصحاب المصالح الخاصة بعدما ضرب الوباء جميع دول العالم ومنها الأردن.