صراع الأجندات .. في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين
* عبدالحميد الهمشري
الصراع على أشده للهيمنة على الشرق الأوسط منذ أمد بعيد ، اتضحت صورته بعد انهيار الدولة العثمانية ، فصراع الوجود على هذا الإقليم الشرق أوسطي تحاول فرضها على أرض الواقع أجندات عالمية شرقية وغربية في ظل تغييب الشعب العربي وتعمد عدم إشراكه عملياً في اتخاذ القرارات المناسبة للحفاظ على استقلاله وأمنه وسيادته على أرضه واستغلال ثرواته بما يحفظ رخاءه واستقراره ، وهي لم تتوقف ولن تتوقف ما دام هناك ذيول وأعوان للطامعين ، تترك الحبل على غاربه لهؤلاء العابثين لتبقى تصول وتجول وتصنع ما يحلو لها في دول عالمنا العربي لتبقى في حالة هزال تتحكم بها أطماع دولية وإقليمية ونزعات طائفية ..
ففي العراق وسوريا ولبنان تتصارع تيارات ثلاثة يحاول كل منها حسم الأمور لصالحه ، اثنان يسعيان للنيل من هذه البلدان ، تمزيقاً وتدميراً ونهباً لثرواته النفطية والمائية والزراعية والتحكم بمنافذها البحرية والجوية والبرية ، هذان التياران يمثلهما عدوان يتربصان شراً بالعرب هما العدوان الصهيوني والفارسي اللذان يتصارعان على اقتسام مناطق النفوذ في الأرض العربية .. وكلاهما يريان أنهما الأنقى عرقياً من العرب ، وينطلقان من مبدأ شعوبي عنصري بامتياز ، ويسعيان للهيمنة على الأرض العربية ، ويعينهما في ذلك العالم بشقيه الغربي بقيادة واشنطن والشرقي بقيادة موسكو.. ويتبعهما أحزاب فيها ولاؤها إما للفقيه في قم الإيرانية والذي في الشرع الإسلامي لا ولاية لفقيه بعد رسول الله سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – ، وإما ولاؤه صهيو أمريكي يعبث بتلك البلدان من خلال التواجد العسكري والاستخباري الأمريكي والروسي وبالتنسيق مع العدو الصهيوني وهؤلاء يمثلهم عتاة وغلاة التكفيريين من الخوارج ” داعش والنصرة ” وانعزاليو لبنان والكرد ، ومن يسيرون في الفلك الإيراني في الأقطار الثلاثة ، ليكونوا عوناً وسنداً لهم بمعاونة التيار الأول في التمكن من هذه الأقطار خاصة العراق بعد احتلاله .. وفي فلسطين تيار مقاوم يرفض المساومة على حقوقه في العودة إلى دياره وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية على ثرى وطنه العربي وعاصمتها القدس .
وقد تولد عن المعاناة التي يعيشها الشعب العربي في الأقطار الثلاثة تيار وطني عروبي حر ، اشتد عوده في السنوات الثلاث الأخيرة بعد أن تمكن رجال المقاومة الأشاوس من كشف لعبة الأمم الدولية بقيادة العدو الصهيو أمريكي روسي إيراني وإلحاق الهوان بالمحتلين والطامعين وتمكنوا من وضع حجر الأساس لثورات عملاقة يقودها شباب ترعرعوا في ظل حراب العدو الصهيو أمريكي فارسي روسي نهضوا وبقوة من بين الركام ليقلبوا الموازين لصالح الشعب العربي في هذه الأقطار العربية ، شباب شهدوا حالة الضياع العربي والعبث بأمن واستقرار أمة العرب فآمنوا بقضايا الوطن العربي وانطلقوا رافضين للشعوبية والطائفية والصهيونية والتجويع والخضوع لإرادة المحتل الأجنبي وأعوانه من مروجي الفتن وتسريب مقدرات الوطن وهدرها لصالح أعداء الأمة .. بطبيعة الحال الوضع المأساوي الذي ترزح تحت أعبائه هذه الأقطار الثلاثة وفلسطين مكن واشنطن من العبث بأمن واستقرار الإقليم العربي وفرضت عليه أجنداتها ليصبح العدو الصهيوني هو سيد هذا الإقليم عوضاً عن السيد الأمريكي الذي سيكون متفرغاً فقط لفرض الأتاوات وجباية المال من الدول الثرية العربية وفق ما يردد ترامب المهووس صهيونياً بمقابل الحماية ، ومن أصحاب المليارات الأفراد الذي جنوا هذه الأموال بالفساد والإفساد.
ورغم علم الجميع بأن هذا العدو الصهيو غربي لا تحكمه قواعد أخلاقية في اللعبة السياسية ما دام لا رادع له في المنطقة وينظرون للعربي نظرة دونية فإن تماديهم في غيهم سيزداد حتى يتم فرض الواقع الصهيوني على أمة العرب الذين ينظر إليهم من قبل قادة الفكر والرأي والساسة والعسكر الصهاينة في الكيان العبري في فلسطين المحتلة نظرة دونية فمليون عربي في نظرهم لا يساوون ظفر يهودي واحد ويطالبون بفرض سيطرتهم عليهم أي على العرب حتى يكونوا عبيداً لهم أي لليهود كون العرب وفق قولهم يحبون الاسترقاق ، وأنه يتوجب عدم الرأفة بهم بل قصفهم وإبادتهم ، وأنهم في حال استيطانهم بأرضهم أي بأرض العرب يهرول العرب نحوهم كالصراصير المخدرة وأنهم أي اليهود أسياد العالم والأجناس الأخرى التي يعتبرونها بهائم وحيوانات لتلعق أقدامهم وتخدمهم كالعبيد .. وهذا نزر قليل من أحقادهم وتعاليهم على العرب خاصة والعالم أجمع على وجه العموم ولهذا اختاروا الماسونية ليكون أفرادها من غير اليهود السند والعون لهم في تحقيق ما يتوهمون …