طفلان فلسطينيان يسلمان نفسيهما الى إدارة سجون الاحتلال
سلم فتيان مقدسيان، الأحد، نفسيهما لسجون الاحتلال لقضاء “حكمها المجهول”، بعد قضائهما عدة أشهر في الحبس البيتي والإبعاد عن مكان سكنهما.
وفي التفاصيل التي ذكرها موقع “معا” الفلسطيني، اختار الفتيان سائد الأعور ومحمد زلوم من بلدة سلوان السجن الفعلي على المنزلي لصعوبة ظروف الحبس الثاني المقيد بأسواره الكترونية تحدد حركتهما داخل المنزل وتمنعهما من الوصول الى بابه، فتحول منزليهما الى سجن مصغر، وكذلك حرمهما من التعليم وشتت عائلتيهما لاشتراط المحكمة أن يكون الإفراج مرهونا بالابعاد عن مكان السكن، اضافة الى ظروف نفسية صعب يعيشانها.
وتعود قضية زلوم والأعور لشهر نيسان الماضي، حينما اعتقلا وحولا لتحقيقات المخابرات في زنازين عسقلان استمرت 22 يوما لانتزاع الاعترافات منهما، ورغم انهما لم يتجاوزا مرحلة الطفولة لكنهما وضعا في ظروف تحقيق صعبة تركت آثارها النفسية والجسدية حتى اليوم.
الفتى سائد الأعور 17 عاماً قال :”كان التحقيق يستمر معنا من الساعة السادسة صباحا حتى الحادية عشرة مساء، ونبقى على كرسي الشبح مقيدا الأيدي والاقدام، وبعد انتهاء التحقيق، ندخل الى زنزانة لا تتجاوز مساحتها 3 أمتار مربعة نحرم من الأكل والطعام والدواء اذا احتجنا له.. أثار التحقيق والتعذيب أدى الى اصابتي بانحاء في ظهري ودسك في فقرتين، واليوم آخذ المسكنات اليومية لتخفيف الأوجاع.”
أما الفتى محمد زلوم فقد قالت والدته أن نجلها يعاني منذ الافراج عنه من أوجاع في الظهر والكتف والرقبة، كذلك لضعف في السمع حيث اعتدي عليه بالضرب خلال التحقيق، كما يوجد آثار اعتداء واضحة على ظهره رغم مرور أشهر على الإفراج “.
واضاف الفتى زلوم 17 عاماً :”كان هواء جهاز التكييف يبقى موجها نحونا.. نصاب بأوجاع مختلفة ونحرم من النوم والراحة بسبب الاقتحامات المتتالية للزنزانة وساعات التحقيق الطويلة”.
وعن سبب اختيارهما للعودة الى السجن رغم معاناتهما داخله قالا :”ابعدنا عن منزلنا في سلوان، وعائلتنا اضطرت لاستئجار منزل (لسائد في صور باهر ولمحمد في الطور)، تشتت عائلتنا بين المنزلين، حرمنا من مشاركة عائلتنا باي مناسبة، وحتى التعليم حرمنا منه رغم انه تعليم إلكتروني منذ جائحة كورونا بحجة “وجود موزع انترنت بالمنزل يؤثر ويشوش على الاسوارة الالكترونية.. لذلك السجن الفعلي اهون علينا من الحبس المنزلي”.
ومع تسليم نفسيهما اليوم يكون الفتيان سائد ومحمد قد اختارا احد خيارين..أحلاهما مر، ليقضيا مدة في السجن لم تحدد حتى اللحظة، على أمل انتهاء معاناتهما في القريب العاجل.