عطا القيمري كاتبًا ومثقفًا ومناضلًا
بقلم : شاكر فريد حسن
عطا القيمري كاتب وباحث توسعي ومفكر يساري ومثقف مشتبك ومناضل عريق وأسير سابق، ووجه نضالي بارز يشكل رمزًا من رموز النضال والمقاومة ضد الاحتلال.
تردد اسمه كثيرًا في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وأرتبط منذ شبابه المبكر بالحركة الوطنية الفلسطينية وقدم نموذجًا للمفكر الأديب والكاتب الثوري الصادق، من خلال انتمائه الفصائلي للجبهة الشعبية، ومزج الفكر بالممارسة الثورية، وأدى دورًا قياديًا ورياديًا في العمل الوطني والنشاط السياسي والفعل الثوري. ويرى به الكثيرون وجهًا آخر لغسان كنفاني الذي ترعرع على أفكاره وكتاباته وابداعاته وكان المثل والمثال بالنسبة له.
وعرف القارئ الفلسطيني عطا القيمري من مقالاته الأدبية ومعالجاته السياسية والفكرية التي كتبها خلف قضبان السجن، وكان ينشرها في مجلة ” الكاتب ” الفلسطينية ومجلة ” الشراع ” لصاحبها ومؤسسها المرحوم مروان العسلي.
وما زلت أذكر مقاله القيم “غسان كنفاني في تجربة فريدة”، ودراسته النقدية التحليلية لرواية سحر خليفة ” الصبار”، المنشوران عام 1983 بمجلة الكاتب التي كانت تصدر في القدس ويرأس تحريرها الشاعر والكاتب أسعد الأسعد.
عطا القيمري مقدسي المولد والنشأة، جاء إلى الدنيا العام 1955، وتخرج من مدرسة المطران في القدس، درس الأدب الانجليزي في الجامعة العبرية، واجتاز متطلبات الماجستير، وحاصل على درجة البكالوريوس في الأدب واللغة الانجليزية من جامعة بير زيت، وعلى دبلوم ترجمة من الجامعة نفسها.
اعتقل عطا وهو في السادسة عشرة من عمره على خلفية نشاطه السياسي وكتاباته الأدبية والبحثية، وقضى في سجون وزنازين الاحتلال 14 عامًا واطلق سراحه في العام 1985 في صفقة تبادل الأسرى.
عمل القيمري في الترجمة في صحيفة القدس، وباحثًا في مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وباحثًا ميدانيًا في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومدرسًا للغة الانجليزية في مدرسة المطران لثلاث سنوات، والمدير الإداري لمؤسسة ” المصدر ” للترجمة والخدمات الصحفية وغير ذلك.
كتب عطا القيمري وترجم مئات المقالات والدراسات والأبحاث السياسية والفكرية، وأهتم بالموضوع الفلسطيني والصراع القومي وتناول الشأن الاسرائيلي والسياسة العنصرية للمؤسسة الحاكمة، معريًا روايات دولة الاحتلال ومزاعمها بالنسبة للصراع المتواصل والأحداث السياسية الجارية.
وامتازت كتاباته بالزخم والعمق والبعد التحليلي الواقعي والرؤية الثاقبة.
هذه الإطلالة على سيرة عطا القيمري وتجربته الطويلة مع الكتابة، دعوة لمتابعة وقراءة أفكاره وتحليلاته وطروحاته ومداخلاته الفكرية والسياسية في مصادرها المختلفة، دون ادعاء الاحاطة بها، ولا سيما أن كتاباته الغزيرة والمتنوعة لم يتم تجميعها واصدارها في كتب.