ماكرون: المعلم الفرنسي المقتول ضحية “إرهاب إسلامي”.. ومغردون يردون
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن رجلًا قتل مُعلِّمًا للتاريخ لضرب حرية التعبير، واصفًا الحادث بأنه “إرهاب إسلامي”.
وأضاف ماكرون قريبًا من موقع الحادث (شمال غرب باريس): “قتِل مواطن اليوم؛ لأنه كان معلمًا ولأنه كان يُدرّس حرية التعبير للتلاميذ”.
وقال “البلاد بأكملها تقف مع المعلمين. الإرهابيون لن يقسِّموا فرنسا. الظلامية لن تنتصر”.
ورفض مغردون على مواقع التواصل اتهامات ماكرون، قائلين إنه جاهل بالإسلام، واصفين تصريحاته بالعنصرية وأنها تتزامن مع مشاكله السياسية والاقتصادية داخل فرنسا، وأن الإسلام برئ من تلك الاتهامات.
من ناحيته، أدان الأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك الحادث، واصفًا الجاني بـ”المتطرف”، ودعا إلى ضرورة التحلي بأخلاق وتعاليم الأديان التي تؤكد احترام معتقدات الآخرين، مؤكدا أن القتل جريمة لا يمكن تبريرها بأية حال من الأحوال.
وأكد الأزهر في بيانه دعوته الدائمة إلى نبذ خطاب الكراهية والعنف أيًا كان شكله أو مصدره أو سببه، مع وجوب احترام المقدسات والرموز الدينية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان، داعيًا في الوقت نفسه إلى ضرورة تبني تشريع عالمي يجرِّم الإساءة للأديان ورموزها المقدسة.
وأعلنت الشرطة الفرنسية، الجمعة، قتلها رجلًا بعد دقائق من ذبحه معلمًا بمدرسة إعدادية في إحدى ضواحي العاصمة.
وقال مصدر بالشرطة -لوكالة الأنباء الفرنسية- إن هذا المدرس كان قد عرض على تلاميذه رسومًا كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد.
وقال المدعي المختص بمكافحة الإرهاب بفرنسا إنه يحقق في الهجوم الذي وقع في ضاحية كونفلانس سانت أونورين.
ورصدت دورية للشرطة المهاجم المشتبه به وهو يحمل سكينًا على بعد مسافة قصيرة من موقع الهجوم، وقال متحدث باسم الشرطة إن الشرطة أطلقت النار على المشتبه به فأردته قتيلًا.
وأعلن ماكرون، مطلع الشهر الجاري، أن على فرنسا التصدي لما سماها “الانعزالية الاسلامية” زاعمًا أنها تسعى إلى “إقامة نظام موازٍ” و”إنكار الجمهورية”.
وأضاف في خطاب ألقاه في ليه موروه، أحد الأحياء الحساسة في ضاحية باريس “ثمة في تلك النزعة الإسلامية الراديكالية (…) عزم معلن على إحلال هيكلية منهجية للالتفاف على قوانين الجمهورية وإقامة نظام موازٍ يقوم على قيم مغايرة، وتطوير تنظيم مختلف للمجتمع” معتبرٍا أن الإسلام “ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم”.
وقال “لا أود أن يكون هناك أي التباس أو خلط للأمور” لكن “لا بد لنا من الإقرار بوجود نزعة إسلامية راديكالية تقود إلى إنكار الجمهورية”، مشيرًا إلى “التسرب المدرسي” و”تطوير ممارسات رياضية وثقافية” خصوصًا بالمسلمين و”التلقين العقائدي وإنكار مبادئنا على غرار المساواة بين الرجال والنساء”.
وأعلن في كلمته عن تدابير عدة مثل إرغام أي جمعية تطلب مساعدة من الدولة التوقيع على ميثاق للعلمانية، وفرض إشراف مشدد على المدارس الخاصة الدينية والحد بشكل صارم من التعليم الدراسي المنزلي.
وقوبلت كلمته برفض واسع النطاق في البلاد الإسلامية، ووصفت تصريحاته بالتحريض على الكراهية.
وسبق أن صرَّح وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، الأحد 27 سبتمبر/أيلول الماضي، أن بلاده تخوض حربًا ضد ما أسماه “الإرهاب الإسلامي”، وذلك في تصريحات له خلال زيارة لمعبد يهودي قرب العاصمة باريس.
كما قال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس، الأربعاء 16 من يوليو/تموز المنقضي، إن “مكافحة التطرف الإسلامي” هي أحد “شواغله الكبرى”، وذلك خلال إعلانه أمام الجمعية الوطنية بيان السياسة العامة لحكومته.