يسرى ابو عنيز تكتب: هؤلاء هم أبناء الأردن
يسرى أبو عنيز- بالأمس الأول،رحل إبن الأردن الشهم،الشرطي الذي صدح بصوته عاليا للأردنيين في أول أيام الحظر الشامل الأول،وذلك بعد أن غزى فايروس الكورونا المملكة،نعم صدح بصوته قائلاً.. إلي ما معه حق خبز يوخذ على حسابي.
رحل الشرطي محمد ضافي الخالدي،في يوم الجمعة ،وهو احد أيام الحظر الشامل الأسبوعي المفروض من قبل الحكومة،وذلك بعد أن ارتفعت عدد الحالات المسجلة بفايروس الكورونا في الأردن.
وهذا الشرطي، والذي صدح بصوته في أول أيام الحظر الشامل الأول،لمساعدة الأردنيين ،ونامت يومها عائلات كثيرة دون أن تجد ثمنا للخبز،ليكون هذا الأردني الشهم حاضراً لشراء لكل محتاج،دون أن يفصح عن إسمه أمام الناس.
غير أن القدر كان الأسرع من هذا الشخص الشهم،والذي كان نموذجاً لأبناء الوطن ،والذين عشقوه فترجموا هذا العشق لأفعال،ومن الرجال الأوفياء الذين قاموا بواجبهم على أكمل وجه،ونذروا حياتهم لمساعدة الآخرين.
نعم كان القدر أسرع من المرحوم الشرطي محمد ضافي الخالدي،لتفاجئه نوبة قلبية حادة أودت بحياته،ولم يكمل المشوار الذي بدأه من فعل الخير،ومساعدة المحتاجين خاصة في أيام الحظر الشامل،وذلك دون الإفصاح عن اسمه،أو هويته،حتى توفاه الله.
ومثل المرحوم الشرطي محمد ضافي الخالدي،الكثير من أبناء الأردن الأخيار،الذين يعملون في الخفاء دون أن يفصحوا عن هويتهم،هدفهم مساعدة المحتاجين،خاصة في الظروف الصعبة التي نمر بها بسبب جائحة الكورونا،من توزيع الخبز،وطرود الخير على الأسر الأردنية.
كما أن هذا الأمر لدليل واضح على شهامة أبناء الأردن،ووقوفهم إلى جنب بعضهم البعض،وتقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين في الأوقات الصعبة،وذلك على امتداد الوطن،وحتى وإن صدرت عن بعضهم تصرفات غير مسؤولة،فإن هذا الأمر لا يغير من طبيعة هذا المجتمع،وشهامة أفراده،وتحليهم بالصفات الحميدة.
رحم الله المرحوم الشرطي محمد ضافي الخالدي،صاحب الأيدي البيضاء،ونصير الفقراء،والمحتاجين في أيام الحظر الشامل،وفي غيره،وصاحب الصوت العالي في الأيام الصعبة التي مر بها المواطن الأردني،رحمه الله رحمة واسعة،والذي وإن غاب عن دنيانا فإن أفعاله الشهمة لن تغيب وستبقى حاضرة في ذاكرة جميع الأوفياء من أبناء الأردن.