يسرا ابو عنيز تكتب : في وداع هيثم السويلميين
يسرى أبو عنيز – قبل عام من الآن كان الدكتور منذر بشارة عواد السويلميين،والد المرحوم المهندس هيثم يتقبل التهاني والتبريكات بمناسبة تخرج فلذة كبده من جامعة البلقاء التطبيقية في تخصص الهندسة المدنية،أما اليوم فهو يتلقى صدمة كبيرة،بل إنها صدمة عمره،ووجعا لقلبه وقلب والدة هيثم.
واليوم يتلقى أيضاً الدكتور منذر التعازي، والمواساة بوفاة نجله المهندس هيثم،وقرة عينه،الذي غادر الوطن لاكمال دراسته العليا في عاصمة الضباب،غير أن القدر كان له بالمرصاد،ولم تكتمل فرحة العائلة بهذا الشاب العشريني.
رحل إبن شفابدران المهندس هيثم السويلميين،تاركا الحسرة والألم في قلب أهله وأقاربه،كما هي في قلب والديه،وابناء منطقةشفابدران،وكل من عرفه،ومن لا يعرفه بعد أن توفي قبل أن يحقق حلمه الذي غادر أهله،ووطنه من أجل تحقيقه.
رحل إبن شفابدران العشريني،دون أن يودع طرقاتها ولا حتى بيوتها،كما لم يودع ناسها من أحبابه ،ومعارفه على أمل أن يعود إلى مسقط رأسه،وأهله وأقاربه وأحبابه في منطقة الكوم في شفا بدران،غير أن هذا الحلم لن يتحقق بعد أن فارق الحياة سوى جثة ،ستوارى في مقبرة المنطقة.
رحل إبن الزميل في جامعة اليرموك الدكتور منذر،تاركا غصة في قلب جميع من عرف الأب قبل الإبن،لما يتحلون به من دماثة الأخلاق،والسمعة الطيبة التي ورثوها من الاباء والأجداد،إضافة لكرمهم وحبهم للناس وفعل الخير،وكذلك حبهم للعلم.
رحل المهندس هيثم السويلميين،والذي سيتم نقل جثمانه إلى أرض الوطن،ليدفن في مسقط رأسه منطقة شفابدران،حيث ستبكي عليه الحجر،والشجر،كما هو حال البشر،حزنا على شاب غادر وطنه بحثاً عن الشهادات العليا في تخصص الهندسة،ليعود إليه بالكفن الأبيض،قبل أن تتحقق فرحة والديه فيه،غير أنه القدر،والذي كان أسرع من كل الطموحات.
رحل إبن شفابدران،الشاب المهندس هيثم السويلميين،وفي رحيله خسارة كبيرة بالنسبة للوطن ،وليس لمنطقة شفابدران فحسب،خسارة لواحد من شباب الوطن الطموحين،والذين كانوا يسابقون الزمن للحصول على الشهادات العليا،غير أن الموت كان أقوى من كل شيء.
رحم الله الشاب هيثم منذر السويلميين،رحمه الله رحمة واسعة،وخالص عزاؤنا للوطن الغالي أولا لخسارته أحد شبابه الطموحين،وعزاؤنا الخالص لوالديه،وعائلته، وجميع أهالي منطقة شفابدران الحبيبة.