واقع الانتخابات وطموح الصامتين
بقلم لورنس عواد.
للمرة االثانية على التوالي نخوض انتخاباتنا التي شرعها مجلسنا الغير مأسوف عليه السابع عشر بقانون أضاع نكهة المنافسة وأحبط كل ذي رأي ومشورة وسمح للطحالب بالتكاثر والإستقواء وخير دليل عدم رضى الشارع العام على ما افرزته انتخابات 2016 ( مجلسنا الثامن عشر ) الذي تاملنا به سن الرشد فلم يصل في نظرنا إلى سن المراهقة وأضاع أربع سنوات سياسية عجاف ولم نرى عملا إلا ساهم في اتساع الفجوة بين الشعب والحكومة حتى أن الفجوة طالت مؤسسات الدوله التي نكن لها كل إحترام وتقدير وكأن ما وصفه سيد البلاد التيار العكسي أو الشد العكسي زاد تمسكا بمفاصل الحكومة والدوله
فجميع المرتكزات الأساسية في الأوراق النقاشية الهاشمية عمل عليها الحكومات المتعاقبة بنوابها المفروزين من خلالها على عدم تطبيق أي من هذه المرتكزات الأساسية التي وضعها صاحبها لكي تكون إرشادية في الأردن الذي نريد ان نكون به وبالأردن الذي نريده ويريدنا وكما يوصف أهل القانون والتشريع ما بني على باطل فهو باطل ولكل مستبصر في العمل السياسي اأو المهتم أو المراقب للإنتخابات القادمة 2020 التي ستفرز مجلسنا التاسع عشر يدرك بان المجلس قد شكل بعد ان تشكلت القوائم واصبح التنافس على المقعد محصورا إن وجد التنافس بين مرشحين لا أكثر ولا أقل للكتل التي تتمتع بنكهة العشائرية
أما تلك الكتل الرأسمالية أو كتل النفوذ فمقعدها ثابت ولا ينافس فيها قويها أحد
إن غدا لناظره لقريب فلم يبقى على عرسنا الوطني سوى أيام وسنفرز مجلسا اسال الله ألا تقل نسبة التغيير به والتجديد نسبة مجلس الأعيان فرساله جلالة الملك للشعب واضحة ابحث عن التغيير والتجديد في مجلسي مجلس الأعيان فاسعوا معي للتغيير والتجديد في مجلسكم مجلس النواب فهل وصلت رسالته للشعب وهل ادى الإعلام إن كان إعلام دوله أو حكومة أو إعلام خاص دوره في توصيل الرساله للشعب للناخب وللمرشحين
إن الدور المهمش عن قصد أو عن إهمال او عن عدم رضى للأحزاب في العمل السياسي الحقيقي يجب أن يتحمل مسؤوليته بشكل مباشر وأن يشار إليه بانه المعطل الحقيقي للدور الحزبي في المجتمع الأردني فصمت
الأحزاب عن تعطيلها يخلق عدم ثقة وعدم رغبه في الإنتساب إليها وباأغلبيتينا الصامتة ذات الصمت السلبي ستفرض علينا مجلسا لم نختاره بل فرض علينا بطريقة أو بأخرى وتبجح الصامتين بعد النتائج والطعن بالناخب والمنتخب لا يدل إلا على الفكر الأجوف مهما كان التحصيل العلمي مثبت بالشهادات
والمقاطعين وإن كانت مقاطعتهم فردية عشوائية اأو فكرية منظمة أو نقابية لا تدل إلا عن تخليهم عن المبادئ الأساسية تجاه الوطن ومواطنيه
الأردن الآن وفي ذروة جائحة كورونا وتقوقع الدول على نفسها عمل على الإستحقاق الدستوري احتراما للدستور فهل ننفض الغبار عن تلك الأفكار السلبية التي تراكمت من أعمال النواب السابقين إن كانت فردية منهم أو جماعية وتلك المقاطع الشعبوية التي أبدعوا بتمثيلها في المجلس السايق ولا شك أن للحكومات الثلاث السابقة كان لها دور كبير لوضع غشاوة على الأعين فوق التراب الذي نثروه على افكارنا
الأردن يستحق دائما الافضل في كل شئ فلكل من سمح له القانون بالإنتخاب عليه أن يقول كلمته وأن يكون جزءا من التغيير فالتغيير لا يقتصر على إجماع هنا عشائريا او إجماع هناك جغرافيا فالساكت عن الحق شيطان أخرس فلا تصمتوا عن حقي وحقكم وحق ابناؤنا الذين يتوقون للتغيير , فالتغيير لن يتم إلأ بنا نحن ونحن تعني أنا وأنت وأنتي وأنتم وأنتن , فلا تكتفوا بالإنتقاد والتحليل والتنظير ويوم الإنتخابات تلهون خلف شاشاتكم منتقدين كونوا معنا فنحن صناع التغيير