يوم الكشف
بلال حسن التل
سيكون هذا اليوم, وهو الموعد المضروب لإجراء الانتخابات النيابية لمجلس النواب التاسع عشر يوماً طويلاً على البعض, وقصيراً غير كافٍ بالنسبة للبعض الآخر, لكنه بكل الأحوال يجب أن يكون بالنسبة لنا جميعاً يوماً كاشفاً, علينا أن نتأمل بمجرياته وبدلالات هذه المجريات, لنعرف إلى أين نسير؟ وأين هي مكامن الخلل والضعف فينا فنصلحها, وأين هي مواطن القوة فنعمل على تعظيمها.
وأول ما يجب أن نتوقف عنده في هذا اليوم, هو ظاهرة إعلان قطاعات واسعة من الناس عزوفها عن المشاركة في الانتخابات, وعدم الإدلاء بأصواتهم فما هي دلالات هذا العزوف؟ ولماذا تحجم هذه النسب العالية من الأردنيين عن المشاركة, وتفضل الوقوف على الرصيف, وأخذ دور المتفرج تارة, ودور “المتذمر” تارة أخرى, مع أن مايجري على المسرح يمس حياة كل واحد منا؟
• هل هو ضعف بالولاء والإنتماء وبروح المواطنة, عند من لايذهب إلى الإدلاء بصوته؟
• أم هو الإحساس بالإحباط واللامبالاة, ولماذا هذا الإحساس وما هي أسبابه وكيف نخرج من هذا الإحساس؟.
• هل هو عدم إحساس بالمسؤولية اتجاه النفس, واتجاه الوطن, علماً بأن من ستفرزهم الصناديق اليوم, سيلعبون دوراً مركزياً فيرسم معالم حياتنا الفردية, وكذلك حياة وطننا, من خلال مخرجاتهم التشريعية, ومن خلال قدرتهم على مراقبة أداء السلطة التنفيذية؟.
• هل المشاركة في الانتخابات حق من حقوق المواطن له أن يتمتع به, أم هو واجب عليه أداءه, وفي الحالتين لماذا يعزف المواطن عن ممارسة حقه أو أداء واجبه؟
• لماذا يُحسن الكثيرون منا انتقاد كل ما يجري في وطننا, لكنهم يحجمون عن الأخذ بأسباب تغير هذا الذي ينتقدونه؟
• كيف نفسر ظاهرة بيع الأصوات على رؤوس الأشهاد, ونصمت عنها,ففوق أن من يبيع صوته هو مرتكب كبيرة هي شهادة الزور, فإنه مشروع جاسوس خائن لوطنه, مادام ما يحركه هو المال والمال وحده؟.
• بعد ذلك كله لماذا وصلنا إلى هذه الحالة هل هي نتيجة طبيعية لعملية التجريف, التي تعرضت لها حياتنا السياسية, عندما جرى إضعاف ممنهج للأحزاب وللنقابات وللعشيرة كمؤسسة اجتماعية قادرة على فرز قيادات وطنية, ولمصلحة من تتم عملية التجريف لحياتنا السياسية وإضعافها مادامت كل الأطياف السياسية مجمعة على الدستور وعلى الولاء لمؤسسة العرش؟.
هذه أسئلة وأخرى كثيرة لابد لنا من أن نحاول الإجابة عليها بعد ظهور نتائج هذا اليوم الذي يجب أن نتعامل معه على أنه يوم كاشف.