مستشار الرئيس: علاقتنا مع الاحتلال “اشتباك” وإدارة ازمة
قال الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية أن ما بيننا وبين الإحتلال هو “اشتباك” وإدارة أزمة يعيشها الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة، مؤكداً ان القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس لا تلتفت إلا لمصالح لشعبنا، ونحن أسياد موقفنا ولا نخضع لأحد ولا نقبل أن يفرض علينا أحد أي شيء لا نقبله.
وأضاف الهباش خلال مقابلة مع قناة TRT التركية أننا نتقبل إختلاف الآراء والرؤى ونحترم المخالفين من أبناء شعبنا، ورغم أن الشريحة الأكبر من أبناء شعبنا الفلسطيني تقف خلف القيادة وقراراتها، إلا أننا نحترم وجود معارضة فلسطينية ملتزمة بفلسطينيتها، مضيفاً ان القيادة الفلسطينية اتخذت قرار قطع الإتصالات مع دولة الإحتلال في شهر أيار الماضي من منطلق تحملها مسؤولية شعبنا والسبب في ذلك ان “اسرائيل” تحللت من التزامها بالإتفاقات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية، وان العودة لهذه الإتفاقات مرهون بإحترام الإحتلال لها، وكذلك فإن مشروع “الضم” الذي أعلن عنه نتنياهو لم يعد موجوداً على الطاولة.
ورفض الهباش بشدة الإشارة إلى أن الإتفاقات الموقعة مع دولة الإحتلال بالتعاون مع الإحتلال ، قائلاً : لسنا متعاونين مع الإحتلال ونحن من يعلم الناس النضال والوطنية والرئيس أبو مازن هو أحد مفجري الثورة الفلسطينية المعاصرة ولا نقبل المزايدة علينا وعلى شعبنا أبداً، واصفاً هذا الكلام بالإهانة المرفوضة لشعبنا ولقيادتنا ولتاريخ ثورتنا المشرف.
وجدد قاضي القضاة رفض القيادة لفلسطينية لموجة التطبيع الحالية مع دولة الإحتلال قبل زوال الإحتلال وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف طبقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، موضحاً أنه يجب التفريق بين علاقة الفلسطينيين الذين هم تحت الإحتلال القائمة على الإشتباك والنضال بشتى أشكاله السياسي والميداني وبين من يأتي من وراء الحدود ويعترف بـ “إسرائيل” ويطبع معها مجاناً قبل ان تنسحب من الأراضي المحتلة .
وبخصوص الإدارة الأمريكية الجديدة أشار الهباش أن محاولة خلط الأمور لن تجدي نفعاً، مشيراً أن قرار قطع الإتصالات مع الإدارة الأمريكية كان قبل ثلاث سنوات وقطعها مع الإحتلال كان قبل خمسة أشهر، مؤكداً أننا لا نراهن على بايدن أو غيره ونحن نراهن على أنفسنا وعلى صمود شعبنا ونحن الوحيدين الذين قلنا “لا” لمعظم الإدارات الأمريكية لأننا ملتزمون بثوابتنا الوطنية وبحقوق شعبنا المشروعة، وإذا أعلن الرئيس الأمريكي القادم احترامه لحقوق الشعب الفلسطيني والشرعية الدولية التي ضمنت للشعب الفلسطيني حق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة فلا مانع لدينا ان يكون بيننا وبينه تواصل فنحن لا نعيش في جزيرة معزولة .
وقال الهباش إن المفاوضات ليست ثابتاً من ثوابت الشعب الفلسطيني وإنما هي وسيلة للوصول الى ثوابت شعبنا ، مضيفاً ان الوسائل تتغير وحقوق شعبنا هي الثوابت ، ونحن لسنا أسرى لوسيلة معينة وإنما أسرى لحقوقنا المشروعة وثوابتنا الوطنية .
وبخصوص ملف المصالحة الداخلية الفلسطينية رفض الهباش الربط بين خطوة استئناف العلاقات مع دولة الإحتلال وبين المضي قدماً في ملف المصالحة مع حركة حماس ، مؤكداً اننا لا زلنا بانتظار ان ترد حركة حماس بالإيجاب على ما تم الإتفاق عليه في حوارات اسطنبول الأخيرة وأننا لن نقبل أن نبقى في دائرة الإتفاق دون ترجمة ذلك إلى واقع عملي على الأرض والقيام بخطوات عملية لتنفيذ ما تم الإتفاق عليه.
وطالب الهباش، حركة حماس الموافقة على إجراء الإنتخابات وحالاً ليحكم الصندوق بيننا ونعود إلى شعبنا ليقرر، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية مصممة على المضي قدماً في المصالحة وإنهاء الإنقسام ولا بديل عن المصالحة إلا المصالحة وأن فلسطين تجمعنا وأكبر من كل خلافاتنا وأن المصالحة والوحدة الداخلية هي ثابت من ثوابتنا التي لا نحيد عنها .