نتائج الانتخابات الأمريكية: ولاية بنسلفانيا توجه ضربة جديدة لمساعي الرئيس ترامب في تغيير نتائج الانتخابات
رفض قاض في ولاية بنسلفانيا دعوى قضائية لحملة الرئيس دونالد ترامب سعت إلى إبطال ملايين الأصوات التي تم إرسالها بالبريد في الولاية التي تعتبر ساحة معركة بين المرشحين.
وقال القاضي ماثيو بران إن الدعوى، التي تستند إلى مزاعم بحدوث مخالفات، “ليس لها أساس قانوني”.
وتمهد هذه الخطوة الطريق أمام مصادقة بنسلفانيا على فوز بايدن الأسبوع المقبل- حيث يتقدم بفارق أكثر من 80 ألف صوت.
وهذه أحدث ضربة يتلقاها دونالد ترامب، الذي يحاول قلب خسارته في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 3 نوفمبر/ تشرين ثاني إلى فوز.
فقد رفض التسليم بالخسارة وزعم بحدوث تزوير واسع النطاق في الانتخابات دون أن يقدم دليلاً على ذلك.
إن غياب التنازل من جانب ترامب قد أعاق العملية التي تلي عادة الانتخابات الأمريكية.
ومن المتوقع أن يتغلب بايدن على ترامب بواقع 306 أصوات مقابل 232 صوتاً لترامب من أصوات المجمع الانتخابي الذي يقرر من سيكون الرئيس، وهو أعلى بكثير من الـ 270 صوتاً التي يحتاجها للفوز.
وقد خسرت حملة ترامب سلسلة من القضايا التي تشكك في النتائج التي صدرت عن الانتخابات، وتركز جهودها الأخيرة على منع الولايات المتأرجحة التي منحت بايدن الفوز من المصادقة على النتائج- وهي خطوة ضرورية لكي يتم إعلان بايدن الفائز في الانتخابات رسمياً.
قاضي بنسلفانيا يصدر حكماً لاذعاً
كتب القاضي بران في قراره أن حملة ترامب حاولت “حرمان قرابة سبعة ملايين ناخب من حقهم في التصويت”.
وقال إن محكمته “قُدمت لها حجج قانونية مصطنعة بدون أساس قانوني واتهامات ظنية”.
وكتب القاضي يقول: “في الولايات المتحدة الأمريكية، هذا لا يمكنه تبرير حرمان ناخب واحد من حقه في التصويت، فما بالك بحرمان جميع الناخبين في سادس أكبر ولاية من حيث عدد السكان؟”.
وذهبت حملة ترامب إلى القول في حججها إن الولاية انتهكت الضمان بالحماية المتساوية في ظل القانون المكفول في الدستور الأمريكي، حيث أن بعض المقاطعات التي يديرها ديمقراطيون سمحت للناخبين بإصلاح الأخطاء على أوراق اقتراعهم بينما لم تسمح بذلك المقاطعات التي يديرها جمهوريون.
لكن القاضي بران رفض هذا الادعاء في حيثيات قراره قائلاً إنه “مثل وحش فرانكشتاين” الذي تم “تخييط قطعه معاً بصورة عشوائية”. وقال حتى لو كان ذلك الادعاء الأساس لقضية، فإن الحل الخاص بحملة ترامب يكون قد تمادى كثيراً.
ودعا عدد قليل من الجمهوريين الرئيس إلى التسليم بالنتائج، لكن في أعقاب الحكم الذي أصدره القاضي قال بات تومي، السيناتور الجمهوري عن ولاية بنسلفانيا، إن ترامب قد استنفد كافة الخيارات القانونية في الولاية وحثه على قبول النتيجة.
أما رودي جولياني المحامي الشخصي للرئيس ترامب، فقد قال في بيان له إنه سيستأنف القرار: “يبدو أن قرار اليوم يساعدنا في استراتيجيتنا في الوصول بسرعة إلى المحكمة العليا الأمريكية”.
ما هو الوضع في الولايات الأخرى التي تعتبر ساحات معارك قضائية؟
دعت حملة ترامب يوم السبت أيضاً إلى إجراء عملية إعادة فرز أخرى في جورجيا، بعد يوم واحد فقط من تأكيد عملية إعادة فرز يدوية فوز بايدن بالولاية.
وقالت الحملة إن العملية “يجب أن تتضمن مطابقة التوقيع والضمانات الأخرى المهمة”.
وفي ولاية متأرجحة أخرى فاز بها بايدن، هي ولاية ميشيغان، كتب المسؤولون الجمهوريون إلى المجلس الانتخابي للولاية، طالبين تأجيل جلسة التصديق على نتائج الانتخابات لمدة أسبوعين.
ودعوا إلى مراجعة الانتخابات الرئاسية في أكبر مقاطعة، والتي تضم ديترويت، بعد أن طعن معسكر ترامب بالنتائج فيها.
لكن سرعان ما اعترض مجلس ولاية ميشيغان على الأمر، قائلا إنّ التأخير والتدقيق غير مسموح بهما بموجب القانون.
وفي ويسكونسن، اتهم مسؤولو الانتخابات أنصار ترامب بإعاقة عملية إعادة فرز الأصوات في الولاية. وقالوا إن المراقبين التابعين لحملة ترامب كانوا في بعض الحالات يعترضون على كل ورقة اقتراع متعمدين إبطاء سير العملية.
فإذا لم تكتمل عملية إعادة فرز الأصوات بحلول الأول من ديسمبر/ كانون اول- وهو الموعد النهائي لكي تصادق ويسكونسن على النتائج- فإن الطريق سيكون مفتوحاً أمام معسكر ترامب لمتابعة الدعوى القضائية.
يذكر أن بايدن متقدم على ترامب في الولاية بفارق يزيد عن 20 ألف صوت.
لماذا يعتبر التصديق على الانتخابات مهماً؟
عندما يصوت الأمريكيون في انتخابات رئاسية، فإنهم في الواقع يصوتون في منافسة ضمن ولاياتهم، وليس على الصعيد الوطني.
إنهم يصوتون لناخبي الولاية الذين سيدلي كل واحد منهم بصوت واحد للرئيس. وعادةً ما يتبع هؤلاء الناخبون إرادة الناخبين – في ميشيغان، على سبيل المثال، يجب عليهم جميعاً التصويت لجو بايدن لأنه فاز بالتصويت الشعبي في الولاية.
وتحصل الولايات على عدد متفاوت من الأصوات، يعادل عدد ممثليها في الكونغرس الأمريكي – أي في مجلسي النواب والشيوخ.