الروائية الكريميين تكتب لضانا لحنا خالدا على منصة السلع
الطفيلة – من عبدالله الحميدي
تفاعلت منصة السلع مع ادباء وشعراء جدد، سجلوا حلقات من الحوارات الادبية.
وكتبت الاديبة، والروائية ايمان الكريميين، نصا حالما، رات فيه ضانا وهي تكتحل قبالة العلمة. وتزاور عنها رياح الجنوب، ذات اليمين وذات الشمال،
نص. قالت انه فكرة غير طارئة، تستذكر فيه مسقط الراس. وتروي للمكان وللزمان قصة وجد. قالت فيه كل ذلك
تحت عنوان “استفاق حُلمي”
وتاليا النص٪
من خفايا الحنين
لأحداقك يا ضانا
يا كحيلةَ الأهدابِ
وخصبةَ التكوينِ
يا ديرةَ النشامى
وحومةَ الشياهين
يا أسطورةَ المسافرِ السرمديةِ
أَتيْتُكِ من عمانَ الأبية
أشدو لجبالِك الأبدية
جئتُ محملةً
بحقائبِ التنوير
أتوشحُ الفخارَ
يا منبتَ الأحرار ِ
اقبلينى .. اقبليني ..اقبليني
فمن غيرك للمهاجر وطن
وبالإشتياق تنتظرين
عاهدت عينيَّ
يا قبلةَ الروح ونبض يقيني
أن يكون رماد زيتك كحلي
ومن طيبِ الضفافِ
أخضبُ كفي
فأهداب الشوق
لمبسمِك تغريني
وعطر المطر في ترابك
يُثملني ويُهذيني
ضانا
ضانا ،،يا جبالاً نامت
بين أحضانها الحكايا
ويا عيون رحمة
من سالف الأيام
بالغرام تُرقيني
يا امرأة كان الصبر
لها جديلة والغوايا
تستفيق على تراويدها
عذارى الصبايا
ومن بوابة العيص
تلوّح بخجلها
وعيونها
كعيون العذارى
ليلة تكليلها
ويا عين لحظة
من أسقامي اشفيني
وعفرا لبقاياي
احيها وإن كانت رميما
عاهدتك بحب لا ينضب
بِرًّا لثراك وأنا ابنة الأكرمين
من مجموعة
“ضانا لحن الخلود”
وعلقت الاديبة مريم عنانزه على ما كتبت الروائية الكريميين. في مقالة عنوانها، جنوبا باتجاه الشمال. قالت فيها.،
تتجه بوصلة الناس في الأردن، صوب الوطن من كل الأنحاء…
فنكتب عن العقبة، لأن في بحرها صورة عجلون ونرى من بوابات قلعة الكرك، نوافذ إربد. وصحراء المفرق….
تماما كما هي الطفيلة
التي كتب الأنباط فيها على أدراج السلع، أشواقا لأم قيس وأبرق آدوم من بصرى، رسالة نصر للحلابات، وقصر المشتى، وأذرح والشماخ…
هي تلكم الأرض التي درج عليها أصحاب الرسالات، نعشقها… لأن جيوش الفتح توالت على أفيائها تحمل السيف والمصحف، فها هو جيشنا العربي. يحمل تاج الأمة، وبندقية ما غيبت القدس.
وقالت العنانزه. طابت مفرداتك يا سيدة الجدائل، وأنت تتنسمين هواء ضانا…
جميلة أنيقة ورائعة هذه الحروف… توحي إلينا فنستذكر في ظلالها فينان ومخيم الرمان والشيحة،
وزادت عجبا حين قالت، الله الله ما أروع حرفك حين يتزين الصباح بحنين آسر، وأشواق ممزوجة بالحب والأنين لضانا سيدة العجب والجمال، فتطرق حروفك أبواب الصباح على مواقد الصبر، لتنسج ما يليق من المفردات المتناثرة بين هده السطور من فوق جبل العلمة، وأطراف وادي اللعبان، فنسمع صفير غرامك مع تغريد العصفور، في كل يوم جديد مفعم بالحياة، لتجدد العهود بلغة عذبة معطرة زاهية ممزوجة بدفء المكان وحنين الديار،
سلم حرفك الحامل والحالم لمعنى الخلود…
ولعل الاديب التربوي صالح الحجاج يشاركها الاهتمام بضانا اذ يقول أبدعت وتالقت في هذه المقطوعة الأنيقة وفي هذه الحروف الجميلة والتي رسمت فيها ضانا، فما اجمل الوصف وما أرقى الكلمات وما أرق العشق لضانا وما أعظم الانتماء للوطن المتمثل بضانا،
وقال ان ضانا هي الحقيقة الراسخة،وكما هي ضانا الوادعة التي احتضنت أهلها النشامى فإنها تستقبل ضيوفها بكل حفاوة وتكريم. ضانا رمز الحرية لكائنات كادت ان يكتب عنها التاريخ في عداد الانقراض، احتضنتها ضانا لتعيش بهدوء وأمان وتبعد عنها شبح البارود. تمنياتي لك بالتوفيق ودوام الصحة والعافية.
وفي مداخلته، حشد د. غازي المرايات رئيس مؤسسة اعمار الطفيلة. كثيرا من التقدير لاعضاء الملتقى، ورحب بالروائية الكريميين وقال يا ابنة الأكرمينيضانا وعفرا وما بينهما حضننا الدافئ على
مر السنين…
وقال، أقدمي يا ابنة الجنوب
وكفك طاهر
مخضب بالرياحين
وعيون رحمه
ما تزال بانتظارك
وبالغرام ترقيك
وأنفاس الرجال تحوم
على تخوم ضانا
تنثر الورد وتحميك.
وترد الاديبة الكريميين. وتقول صباح يترنم على تراويد سيدة الدهشة ولحن الخلود ،ما أسعده من صباح وأنا أطوف بكُليماتي البسيطة أقطع مسافات الإشتياق على هودج من اللهفة لأصل إلى مسامعكم ونواظركم يا سادتي أضع بين أيديكم أشواقا معتقة من قديم زماني
وقالت يا سدنة الثقافة والأدب ما كتبته هنا ليس بشعر ولا نثر ولا رواية ولا خاطرة ولا مقال ولا أي شيء من تفاصيل الكتابة المتعارف عليها عند أصحاب التصنيفات الأدبية
ما كتبته قالت بانه أشواقا من قلب عاشقة طاف بها الحنين سنوات وسنوات من الاغتراب حتى باتت تهذي باسم ضانا
وقالت انه اعتراف بأنها متجذرة حد النخاع كشجر البلوط بين صخور سيدة الدهشة ولحن الخلود
…
وخاطبت رئيس الملتقى، مثمنة هذا التواصل والمتابعة الاعلامية، أستاذي المبجل لسادن هذا المنبر السامق والوارف الأستاذ غازي العمريين وتحية من سويداء القلب على هذه الصباح وهذه المقدمة
كل التقدير لجميع أعضاء منبرنا الموقر
اما الاديب والاكاديمي ا. هاني البداينه فقال انه نص حالم كما وصفه رئيس ابملتقى الصحفي ةلعمريين، كتبته إيمان على شرفات الغيوم وفي أروقة الأهداب.
نص قال انه يتمازج فيه تشكيل الحنين بنموذجه العطعطي العتيق، حيث تكون ضانا سيدة العجب والذهول، فيحملنا من جديد إلى فيء الرمان وشرفات الخرارة وقد وقفت خفيراً يقظا على أهداب فينان
ووصفها التربوي الاديب محمد التميمي بالمبدعة بهذا النص الذي يفيض بالمعاني الجميلة
وبعد ان حياها قال النشرف الاعلى للملتقى. د. راتب السعود. الوزير والعين، والتائب والاكاديمي. انه
ليس شاعرًا ولكنه يتذوقه
ويعشق القصائد المغناة لأم كلثوم وفيروز ونجاة وكاظم،
وقال انه يعيش حالة من السعادة وهو يقرأ نزار وسعيد عقل والجواهري، وعبدالله الفيصل وحيدر. وحبيب، وبالطبع غيرهم،
وأضاف لهم منذ أنشأ عميد هذا الملتقى عددًا لا بأس به من شعراء أفذاذ من محافظة الطفيلة قال ةنه لم يكن قد تشرف بمعرفتهم، ومن والاردن من قال انه التقي ببعضهم،،
ولفت الى ان الشاعرة المبدعة ايمان الكريمين اتحفتنا برائعتها المنتقاة من ديوانها ضانا لحن الخلود،،
وقال د. السعود اليك ايتها البارّة بقريتها، وإلى جميع شعرائنا وادبائنا في هذا التجمع المميز، والى جميع اعضاء الملتقى، اعذب التحايا
وفي مداخلة اخرى اشارت الاديبة الاردنية امريم العنانزه. الى ان ما كتبت تلروائية ايمان هو أمان عذبة… وكلمات تعبق بجميل بوحكها المنتظر من شرفة الصباح المضمر بوعي وذائقة مختلفة… ندي كندى الصباح و ورده، يجمله الحنين الماثل بين الغواية والنزوع إلى فتون الحب إلى الديار؛ لتتجلى بين سطورك إلى أعلى الصروح….وقالت دام حرفك ماثلا لا يأبى الصمت…
ويشاطر الباحث محمد النعانعه الكاتبة. الرأي ان ضانا بانسانها وارضها وجبالها وصفاء سماىها وعيون مائها وطيورها وغزلانها
ما زالت شامخة كجبل العطاعطة وهي جزء من حضارات ازدهرت بالزراعة والتجارة وصناع الفخاريات و…
وقال ان ضانا والمنصورة وبصرا والسلع وصنفحة والطفيلة وعيمة و… ما هي الا منارات ازدهرت في زمنها وتحصنت بجبالها ورويت من عيونها واكلت من منتوجها فكانت عصية على المعتدين
من فوق جبل العلمة قال ان الناظر يرى مآذن الخليل وبئر السبع وشمال سيناء وأطراف البادية الجنوبية واطراف الكرك وما شجرة الطيار ة ببعيدة
وعده الشاعر ايمن الرواشده. كالكحل في العين..
كاشتياق الروح للنسمات..
كجديلةٍ قد ضُمّختْ بالعطر
“ضانا” ومن فيها وما فيها..
نص غني بالمفردات .. مفعم بالحياة..
وقال د. ابراهيم الياسين، الاكاديمي الاديب والناقد، مساؤك عطر ريحانة ضانا وابنة الأكرمين البارة العاشقة،
واضاف، ما أروع هذا الوصف لضانا المكان على هيئة فتاة ذات أحداق جميلة مكحولة الأهداب تشبه في جمالها عيون مها ضانا وغزلانها فتاة ذات المبسم الجميل تسر الناظرين دهشة، وتأسر قلوبهم شوقا، وتلفهم نحوها فتصبح أسطورة خالدة لا تنمحي من ذاكرتهم لسحرها وروعتها من جهة ولجمال إنسانها ونبله من جهة أخرى.
ولفت في تعليقه الى ضانا التاريخ الأصيل (ديرة النشامى، وحومة الشياهين، ومنبت الأحرار، ووطن المهاحربن وأسطورة المسافرين،) قال إنها قبلة الروح الساعية للمجد والعز والرفعة. إنها ذاكرة المكان العاطرة ومكان الذاكرة الجميل، الذي يختزل بين جباله ووديانه وعيونه وينابيعه الحكايات العتيقة، التي تبعث الأمل في النفس، وتنعش الروح، وتجدد المواثيق والعهود، وتجعل العاشق البار تواقا لها ولثراها المعطر. إننا أمام نص جميل صيغ بلغة راقية، وصور فنية زاهية؛ ليعبر عن عشق المكان وووفاء الإنسان. سلم هذا البوح في حب سيدة الدهشة ولحن
وفي التعقيب للاديب الياسين، قال مساؤك إبداع نضاخ متدفق كقصيدتك، السحابة، التي تنهمر على المتلقي كالغيث بلغتها الفياضة، ومعانيها الغزار، وصورها العذاب، وخيالها الفسيح، وبوحها الواضح؛ لتفض عرى النسيان، وتحول الحلم الطري واقعا، ويصبح المحب حيا ماثلا (بين الغواية والنزوع إلى فتون الحب) بعد أن جفت روافد واحة العمر، وأجدبت الروح مع الزمن الخؤون، ولم يبق إلا الحنين إلى الديار وأهلها،
وواصل ان لا سبيل إليهما غير حلم يحمل العاشق لأعلى الصروح حيث مهوى القلب ومسكن الروح .
وقال ان الشاعر عبر عن هذا المعنى العميق بلغة شعرية عالية المستوى وصور فنية راقية تقوم على الاستعارة ( تسكنني القصيدة، وبوح أسطرها احتمالات الوضوح، كي التقي بذاكرتي، عري النسيان، سفر يوسعه طموحي، زادها ظل النخيل تساؤلا، صمت النوى ) والتشبيه للقصيدة كالسحابة، العمر واحة جفت روافدها) وعلى إيقاع رقراق كأنه انهمار المطر. ولعل ما يجمل هذا النص وحدته الموضوعية من جهة ووحدته العضوية من جهة أخرى؛ إذ بدأت القصيدة بالحلم الطري وانتهت بالحلم الطيف الذي سيحمل الساعر لأعلى الصروح إنه تماسك نصي مدهش.