طريق العارضة…بوابة الأرض إلى عمان
د. عبد الحليم دوجان
ليس بعيدا عن الشأن الزراعي، بل من قلب وادي الأردن المنطقة الزراعية الأولى في الأردن، وطريقها الحيوي، طريق العارضة بوابة الأرض إلى عمان، فهي الناقل الحيوي والرئيس من عمان إلى الأغوار بشكل عام وديرعلا بشكل خاص وبالعكس.
سنتوقف ونكتب عنها كحلم قديم جديد لأهالي الأغوار الوسطى والشمالية، والذي يأبى أن يتحقق وينجز كباقي الطرق في المملكة ، فهي تشابه حال أهلها المتعبين المكبلين، فلا زراعتهم وحقولهم تسعفهم و تنصرهم ولا طرقهم تنجدهم، فلقد وصل أخبارها وأحوال أهلها إلى الصين، وتألم الصينيون لأجلها كثيرا فهبوا للمساعدة وقدموا التمويل ، وتنامى لمسامعنا عن مخططات وتصاميم ودراسات وعطاءات وتواريخ تنفيذ وطرق بديلة، واجتماعات مسؤولين مكررة عدة مرات، وتغنى الفيس بوك ورقص على صور الإنجازات و البطولات ، ولا يعلمون أن طريق العارضة ليست من الألويات.
طريق العارضة حكاياتها كثيرة ومتنوعة، فعاصرت جميع الأجيال، ففيها لأهل الأغوار ذكريات مختلطة بالفرح والحزن والتعب. ومنذ القدم وهي تعاني ولم يتغير في معالمها شيء يستحق الذكر غير بعض الإصلاحات السطحية، مشوارها صعب ومرير وإزعاج ودوار في الرأس، وتبعد القريب ولا تقرب البعيد، وطويلة في تعرجها والتوائها ومفخخة بالحفر، عدا عن صيفها الشاحب فلا سمر فيه ولا غزل، تركت بلا رعاية وحنان وحافها الزمن وأصبحت بالية ومعذّبة للبشر.
فغابت عن التفكير أحيانا ونشطت أحيانا أخرى، وناضل أبناؤها من أجلها وقدموا ما يكفي من مبادرات، فلم يسمع صوتهم ولم يكن لهم نصير، فهي عنوان جميل يطرقه المتحدثون والوجهاء للمسؤولين عند زيارة اللواء، فيتهامس المسؤولون على استحياء عندما يسلكونها ويسألوننا باستغراب، أهذا طريقكم اليومي إلى عمان!!! ووعود تلو وعود، وأحلام تحلم بها الأحلام …لا غير.
فلا طريق لنا إلى عالم ما بعد الجبال إلا هذه الطريق، ما زال أهل الأغوار الوسطى والشمالية ينتظرون ويعلقون الآمال على إنجاز طريقهم إلى عمان، ولكن في عقلهم الباطن يرددون مطلع قصيدة التأشيرة للشاعر الأردني الراحل حسين العزازي والتي قال فيها:
ما للطَّريقِ إلى عمّانَ مُوصَدةً؟
كأنَّ عمّانَ ما كانتْ لنا دارا