يسرى أبو عنيز تكتب : عام 2020

يسرى أبو عنيز – ونحن نودع عام 2020،هذا العام الذي حمل في طياته الكثير والكثير من المآسي،والكآبة لملايين الأشخاص في مختلف دول العالم،بسبب فايروس طارىء على حياة البشرية،وبدأ بحصد الأرواح الواحدة تلو الأخرى.

ونحن نودع هذا العام،والذي شلت الحياة خلاله،وتوقفت عجلة الإقتصاد،وزادت نسب الفقر،والبطالة،وأغلقت خلاله ألاف المؤسسات والشركات بسبب الوضع في العالم،نستذكر من فقدنا خلال في العام 2020.

ونحن نودع هذا العام،لا نكاد نستذكر منه إلا ما يحزننا،بعد فقدان الكثير من المواطنين،سواء من جراء حوادث السير المميته،أو ممن فارقونا بسبب هذا الفايروس القاتل،ونستذكر أيضاً خيبات أمل لا تنتهي بسبب الكورونا،وتوقف عجلة الحياة لفترة طويلة.

ونحن نودع هذا العام،نستذكر ما وصلت إليه العلاقات الإجتماعية بين الناس،حتى أصبح أحدنا يخشى على نفسه من كل شيء يحيط به،خوفا من إصابته بهذا الفايروس القاتل،وأصبح الجار لا يمكنه زيارة جاره،والصديق لا يستطيع رؤية صديقه إلا ما ندر.

ونحن نودع هذا العام،نستذكر الكثير والكثير من الأشخاص الذين لا يجدون قوت يومهم،بسبب توقف عملهم،ونستذكر اعزاء اجبرتهم ظروف الحياة البقاء في الغربة،بسبب ظروف عملهم أحيانا،وبسبب ظروف أخرى ،وبالتالي منعتهم من العودة إلى أرض الوطن،ليبقوا بعيدين عن أهلهم.

ونحن نودع عام 2020،نستذكر صديقات، وزميلات ،واعزاء كنا بحاجة لهم، وصديقات منعتنا الظروف التي مررنا ونمر بها من مشاركتهن مصابهن،سواء في حالات المرض،او عند فقدان
عزيز.

ونحن نودع هذا العام،ندعو ألا يكون عامنا الجديد مثل هذا العام،ونتمنى أن تزول هذه الغمة،بعد إنتهاء أزمة فايروس الكورونا الذي شل حياتنا،كما شل الحياة البشرية،وأصبح حاصدا للأرواح،أكثر من الحروب التي دارت في أرجاء العالم.

ونحن نودع عام 2020،والذي لا نستذكر منه أي شيء جميل،بدءا من تعليق الدوام في المدارس والجامعات والمعاهد الأردنية،ومرورا بالحظر الشامل الذي فرض لمدة ثلاثة أشهر،والحظر المفروض خلال يوم الجمعة من كل أسبوع،وافلاس العديد من الشركات،وتوقف الحركة السياحية،واغلاق الكثير من القطاعات بعد ارتفاع عدد الحالات المسجلة في الأردن.

ونحن نودع هذا العام،والذي فقدنا فيه الكثيرين من ضحايا هذا الفايروس ،نتمنى أن تعود حياتنا اليومية لطبيعتها،قبل فايروس الكورونا،وأن تعود مؤسساتنا،وشركاتنا لطبيعتها،وألا نخسر المزيد من الضحايا نتيجة هذا الفايروس.