يسرى أبو عنيز تكتب: فقراؤنا… والشتاء
يسرى أبو عنيز – حالة من التفاؤل،تنتابنا عندما نسمع أو نقرأ عن مبادرة،أو حملة قام بها بعض الأشخاص،أو إحدى الجهات في إحدى مناطق المملكة،وذلك بهدف مساعدة الفقراء،والمحتاجين في ظل هذه الظروف،خاصة أننا في فصل الشتاء.
وهذه المبادرات،او تلك الحملات،والتي يتم من خلالها توزيع طرود الخير على الفقراء،والأسر العفيفة،تثبت أننا في المجتمع الأردني ما زلنا بخير والحمد لله،وذلك رغم كل الظروف التي نمر بها،وبخاصة في ظل جائحة الكورونا،والتي غيرت جميع الأحوال.
كما أن هذه الحملات،والمبادرات كانت في السابق، لا تقتصر على المواد التموينية فحسب،بل إن هناك من يقوم بتوزيع الملابس،والمدافىء،والبطانيات،وما يلزم الأسرة،وذلك حسب موسم توزيعها،سواء في شهر رمضان،أو في فصل الشتاء،او في أي وقت كان.
غير أن الوضع في هذا العام مختلف تماماً،وبخاصة في فصل الشتاء،بعد أن تعطل الألاف من أرباب الأسر عن العمل،وزادت نسب الفقر ليس في المملكة فحسب،بل في مختلف دول العالم،ليكون المطلوب من هذه الجهات عشرات الأضعاف مما كانت تقوم به سابقاً.
فمن جهة ،فإن معظم الأسر تمر بضائقة مالية،كنتيجة طبيعية للوضع الإقتصادي العالمي،وما نجم عن جائحة الكورونا،والتي ألقت بظلالها السلبية على كافة مناحي الحياة،ومن جهة أخرى فإننا في فصل الشتاء،الأمر الذي يتطلب المزيد من الالتزامات على أرباب الأسر،مثل وسائل التدفئة،وكسوة الشتاء،والحاجة للطعام والشراب.
لذا فإن على الجهات ذات العلاقة أن تكثف جهودها،وذلك بهدف مساعدة أكبر عدد من الفقراء في مختلف مناطق المملكة،والإيعاز للمسؤولين في كل منطقة بدراسة هذه الحالات،لتقديم المساعدة العاجلة لهم،وأهمها على الإطلاق وسائل التدفئة،وما يلزمها إضافة للملابس والطعام.
: كما أن الجمعيات الخيرية،والمؤسسات الأهلية،وبنك الملابس،وكذلك الأشخاص من المقتدرين ماديا،مطالبين طوعيا بتقديم ما يمكن تقديمه مما يحتاجه الفقير في المملكة،كنوع من التشاركية بين أفراد المجتمع الأردني،وتأمين وسائل التدفئة،وما يلزم للفقراء الذين بدأت شريحتهم بالتوسع مع بداية چائحة الكورونا.
وكذلك فإنه من الضرورة بمكان، أن يتم زيادة المساعدات التي يمكن تقديمها ،من حيث الكم،والكيفية،وأن تكون على شكل مساعدات شهرية،خاصة في فصل الشتاء،حتى ولو كان الأشخاص الذين سيستفيدون منها ممن لا يتقاضون رواتب من صناديق المعونة الوطنية،لأننا حتما سنجد الكثير من المواطنين الأردنيين فقراء،وليس لديهم رواتب،او أي مصادر دخل،بعد هذه الظروف الحالية التي نمر بها.