يسرى أبو عنيز تكتب: المؤرخ يوسف غوانمه الفارس الذي ترجل
يسرى أبو عنيز- فجعنا يوم أمس الأول، برحيل المؤرخ الدكتور يوسف غوانمه،أحد رجالات الأردن ،وعميد كليتي الآداب، والتربية ،والفنون في جامعة اليرموك سابقا،وأحد أساتذتنا في هذه الجامعة.
رحل المرحوم الدكتور يوسف غوانمه، أحد مؤسسي جامعة اليرموك ، ومن اوائل أساتذتها ،ومدرسيها،بعد حياة حافلة بالعطاء ،حيث تتلمذ على يديه الألاف من طلبتها،وهم ينهلون العلم ،والمعرفة من بحر علم لا ينضب،ليمنحهم المزيد منه على مدار سنوات حياته الأربع و الثمانين.
عرفناه مذ كنا طلبة في سنتنا الدراسية الأولى في الجامعة،وتحديدا في قسم الصحافة والاعلام،والذي كان يتبع وقتها لكلية الآداب،قبل أن تصبح كلية منفصلة ، اذ كان الدكتور آنذاك عميدا لكلية الآداب ،والفنون والتربية،قبل ان يتم فصلها كما هو الوضع الآن،كان رحمه الله محبا لطلبته ،وجامعته،كما هو حبه للأردن وفلسطين.
نتذكر مكتبه في عمادة كلية الآداب،يتجول أحيانا بين الطلبة مبتسما ،وأحيانا في قاعات المحاضرات التي لم تكن تخلو من النقاش العميق ،في كافة القضايا المتعلقة بالاردن وفلسطين ،في الوقت الذي كان فيه طلاب الجامعات يتوجهون اليها للتعليم فقط،وليس للبرجزة والاستعراض .
فلسطين كانت حاضرة لدى المرحوم المؤرخ ،الدكتور يوسف غوانمه ،وذلك من خلال أبحاثه الكثيرة،وكذلك من خلال كتابه تاريخ القدس ،وفلسطين والأردن ،والذي كان ضمن المساقات، التي يتم تدريسها في جامعة اليرموك،ويقوم المرحوم أيضا بتدريسها في الجامعة.
وبرحيل المؤرخ الدكتور يوسف غوانمه ،رحمه الله فقدنا أحد المؤرخين المهمين في الأردن ،بعد المرحوم سليمان الموسى قبل عدة سنوات،ممن كتبوا عن الأردن وفلسطين و بلاد الشام ،وأثروا المكتبة بأبحاثهم وعلمهم،وكانوا مثالا للعلم والعطاء في المملكة.
رحم الله فقيدنا ،وفقيد جامعة اليرموك الكبير،رحمة واسعه ،وعزاؤنا الوحيد أن أمثال المؤرخ الدكتور يوسف غوانمه،علمهم،ونتاجهم العلمي باقيان حتى وان رحلوا عن هذه الدنيا ،كما أن ذكراهم باقية بين قاعات المحاضرات في جامعاتهم،وفي اذهان طلبتهم الذين تتتلمذوا على أيديهم،وممن نهلوا من بحر العلم والمعرفة.